كما هو معلوم ويعرف ذلك أساتذة الخدمة الاجتماعية والنفس وعلم الاجتماع وعلماء الجريمة أن الشعوب المتحضرة والمتقدمة تعتمد على البحوث والدراسات الاجتماعية في دراسة المشاكل والظواهر الاجتماعية لوضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل سواء كانت وقائية أو علاجية لذا نجد أن أغلب الظواهر الاجتماعية المجرمة تعالج في مهدها بحيث لا تستفحل أو تنتشر وتمتد في المجتمع لذا نجد بعض هذه الظواهر في هذه الدول لا يكون لها أثر إلا النزر القليل في هذه المجتمعات. ونحن لدينا العديد من مراكز البحوث الاجتماعية منها ما هو تابع لبعض الجامعات وجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية بالإضافة إلى المركز الوطني للأبحاث التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والمفروض أن جميع تلك المراكز البحثية يعمل من أجل دراسة مشكلات المجتمع والظواهر السائدة فيه وبعد الدراسة تضع الحلول التي تحد من تلك الظواهر وتعالج تلك المشكلات ولكن الواقع غير ذلك. فهناك العديد من الظواهر السلبية والمشكلات الاجتماعية لم تؤخذ على محمل الجد مثل مشكلة زيادة معدلات الطلاق ومشكلة الإخفاق الدراسي مشكلة سرقة السيارات من قبل المراهقين ومشكلات العنف الأسري الذي يقع على بعض أفراد الأسرة وخاصة الزوجة ومشكلة التفحيط ومشكلة الاعتداء على المعلمين وسياراتهم ولم نطلع على أي أبحاث في تلك المشكلات بأي صورة بعد دراستها ومعرفة الأسباب من أجل وضع الحلول الناجحة. والحقيقة أن من يقومون بالدراسات من أجل الماجستير والدكتوراه يلجأون إلى تلك المراكز لمساعدتهم في القيام بأبحاثهم الدراسية وبعد الانتهاء من الدراسة لا يكون لها أي آثار اجتماعية أو حلول جذرية وقد تحفظ في الأدراج. إن مجتمعنا هو مجتمع نامي دخلت عليه عدة عوامل مثل شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام على الأقمار الصناعية التي تنقل في كل لحظة آلاف المقاطع والأفلام التي يراها الشباب من الجنسين كما أن مجتمعنا دخلت عليه العمالة من معظم أنحاء العالم فأثرت فيه ويجب على مراكز البحوث الاجتماعية دراسة تلك المتغيرات والبحث عن طرق معالجة تلك المشكلات التي تحصل من هذه المتغيرات. وهناك من المشكلات ما يجب دراسته كحالة منفردة مثل الرجل الذي قتل زوجته وأطفاله أو الخادمة التي قتلت طفل مخدومتها فلماذا لا يتم عمل دراسات حول تلك الحالات الفريدة لمعرفة أسبابها وتلافيها في المستقبل وعدم تكرارهما. إن العنف الأسري أيضاً من المشكلات أو الظواهر الغريبة عن مجتمعنا فلماذا لا يتم بحثها ودراستها ووضع الحلول لها ومعرفة مسبباتها الحقيقية ومنها ما يؤدي إلى الانتحار مثل حالة الفتاة التي أحرقت نفسها بعد ظلمها وأخواتها الثلاث من قبل أخيها الولي عليهم حتى فسخ القاضي هذه الولاية ونشر ذلك في جريدة (الشرق). أيضاً حمل السلاح واستعماله في بعض الحالات وحمل السلاح الأبيض من قبل بعض الطلبة واستخدامه ضد أقرانهم أو تهديدهم به وهو الأمر الذي يكتفي فيه بالجلد أو أخذ التعهدات دون معرفة الأسباب. إن الدراسات والبحوث الاجتماعية ضرورية حتى لا تتفاقم هذه الظواهر وتصبح مشكلات يصعب حلها وهناك في المملكة من الأساتذة والباحثين الكثير الذين يمكن الاستعانة بهم في عمل الدراسات اللازمة. كما يجب أن يكون هناك تواصل بين الجامعات والوزارات مثل وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز البحث العلمي والنظري. إن مراكز البحوث الاجتماعية هي من أهم عناصر حل المشكلات الاجتماعية بل هي الأساس في حل تلك المشكلات ولم نر أو نسمع عن دراسة قامت بها إحدى الجامعات أو قام بها أحد مراكز البحوث الاجتماعية ونشرت ليرى الناس أثر تلك المراكز على المجتمع في حل مشاكله الاجتماعية.