دعيت قبل أيام من الجمعية القطرية للفنون التشكيلية للمشاركة في ندوة حول الفنون التشكيلية حيث كانت الزيارة الأولى لي لدولة قطر الشقيقة التي أبهرتني بالنهضة العمرانية والاقتصادية والثقافية.. لن أهيم حول كرم أهلها وروحهم المضياف ولن أحوم حول جمعية قطر التشكيلية التي بلا شك سوف يكون لها دور كبير في المقبل من الأيام بالنهوض بالحراك التشكيلي الخليجي . ولكنني أتوقف عند شيء اسمه كتارا (Catara) أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 ميلادي، وقد ظهر هذا الاسم للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150م والتي صدرت عام 882 ه-1477 م، وبعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام، حيث حدّدت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي، كما حدّدت موقع قطر الجغرافي تحت اسم كتارا Catara جنوب غرب مدينة الجرهاء، غرب مدينة كدارا. تعتبر "كتارا" مكاناً يتعرّف فيه الناس على الثقافات لتعزيز الفهم والسلام. وفي عالم يشهد تطوّراً مستمرّاً، نهدف إلى توفير منصّة ليجتمع عليها الناس من أنحاء العالم ويشاركون بثقافتهم المفعمة بالحيوية، وتقبّل الاختلافات التي تجعل من عالمنا فريداً من نوعه، واكتشاف نقاط التشابه التي توحّد الناس بغض النظر عن أصولهم. نشأت فكرة كتارا من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض. ويكون الحي الثقافي بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكّن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطّي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية. وفي سياق الأهداف التي تمّ التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030، فإنّ كتارا تقوم مقام الوصي على تراث وتقاليد قطر، وتسعى للتوعية عن أهمية كل ثقافة وحضارة، حيث تستضيف كتارا المهرجانات وورش أعمال والمعارض والفعاليات على المستوى العالمي، الإقليمي والمحلي. السؤال.. لماذا لا يكون لنا مثل كتارا في أرض تزخر بتنوع الحضارات والثقافات الإنسانية على مر العصور و تعتبر متحف طبيعيا للزائر..؟؟ ولماذا لا يكون لنا مجمعات تحتوي جل المؤسسات التي تعنى بالثقافة والأدب والفنون.. لماذا؟؟..!