- في نهاية الثمانينيات الميلادية من القرن الفائت.. أصدر الأمير الراحل فيصل بن فهد -رحمه الله- قراراً حكيماً بتأسيس لجنة «للإعلام الرياضي» في المملكة بعد دراسة مهنية في قالبها العلمي مع وزارة الإعلام آنذاك.. تمخض عنها تشكيل لجنة (الإعلام الرياضي) من جميع وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، وضمت عضويتها رؤساء الأقسام الرياضية بالصحافة والتلفاز والإذاعة ووكالة الإنباء السعودية والمجلات.. بهدف تنمية وتطوير أساليب الإعلام الرياضي ومنهجيته المهنية.. بمختلف مكوناته وقنواته ..وصياغة واقعه التنظيمي وقيمه الواعية بما يتوافق مع معطيات ومتطلبات تلك المرحلة، وقد ترأس اللجنة آنذاك الإعلامي المخضرم الأستاذ منصور الخضيري.. حيث كان لوجود لجنة مهنية (ضابطة) مدعومة من القوي الأمين (فيصل بن فهد) دور محوري في صياغة وصناعة إعلام رياضي أكثر وعياً واتزاناً، كان شريكاً في تنميتنا الرياضية وتطورنا الكروي على مختلف الأصعدة والمستويات. - ومع رحيل باني نهضتنا الرياضية الحديثة (فيصل بن فهد) -رحمه الله- تعثر مشروع تأسيس اتحاد للإعلام الرياضي.. في الوقت الذي يشهد فيه مجتمعنا الكروي (اليوم) انحداراً رهيباً في لغته الإعلامية, وتعاطيه مع الأحداث بثقافة مهزومة.. خصوصاً في معظم حوارته الرياضية الفضائية.. انحدار يدعو إلى الاشمئزاز والسخرية والتحسر لما وصل إليه إعلامنا الرياضي من انفلات أخلاقي وسقوط مهني وممارسات رخيصة ..مناهضة لقواعد الضبط المهني والاجتماعي والقيمي ..تصل حد القذف والكره والتطاول والإساءة والتجريح، وبات مشهدنا الرياضي الإعلامي يفرز مكروبات الاحتقان الاجتماعي والغوغائية والتطرف والإقصاء الفكري وعدم احترام الاختلاف والتعايش مع الآخر.. وبالتالي ساهم إعلامنا الرياضي (الغوبلزي ) وإثارته المبنية على التزييف والتدليس وقلب الحقائق وبث الأكاذيب.. في تدهور صحة الكرة السعودية وتصنيفها المتأخر عالمياً. - وأمام هذه الأزمة المهنية الحقيقية.. أصبح واقع إعلامنا الرياضي المتردي يحتاج .. تنقية أجوائه من شوائب الفكر الرخيص الذي ينطلق من ثقافة فرعون الاقصائية والبربقندا الغوبلزية.. وضبط توازنه واعتداله في التعاطي المهني، والارتقاء بالرسالة الإعلامية, وثقافة المتلقي الرياضي وهذا لن يكون ما لم تتجه بوصلة المؤسسة الرياضية (رعاية الشباب) إلى تأسيس اتحاد للإعلام الرياضي يضطلع بمسئولياته واختصاصاته التنظيمية والرقابة والتنويرية في بناء ثقافة مهنية أفضل وتعميق مفهوم الوعي الرياضي في قالبه الاعلامي.. بما يتماشى مع التحولات الإعلامية الرهيبة وانفجارها التقني التي يشهدها عالمنا اليوم.