- في تاريخ الحركة الرياضيَّة بالمملكة.. أحداث رياضيَّة، ومشاهدات تاريخية ومواقف راسخة تبقى محفورة في ذاكرة الرياضة. - ففي حقبة التسعينات الهجرية من القرن الفائت شكَّل النادي الأهلي رقمًا صعبًا في مسابقة كأس الملك.. ومن أكثر الفرق تحقيقًا للقبها الكبير.. حيث التقى مع فريق النصر في أربع نهائيات متتالية أعوام 91-92-93-1394ه، وفي نهائي كأس ولي العهد مرة واحدة، فبعد أن سيطر الأهلي على بطولات كأس الملك في تلك الأيام الخوالي.. تمكن «فارس نجد».. من كسر الاحتكار الأهلاوي وانتزاع كأس الملك.. وتحديدًا في 12 ربيع الأول 1394ه بعد فوزه المستحق على «قلعة الكؤوس» بهدف سجله مهاجمه (حسن أبو عيد) في مباراة كانت تُعدُّ واحدة من أقوى اللقاءات التاريخية الحاسمة في حقبة التسعينات الهجرية، وتوَّج الملك فيصل -طيَّب الله ثراه- النصر بلقبه الأول مرة في تاريخية، وشهدت هذه المواجهة الذهبية موقفًا راسخًا كان بطله (الفيصل) الذي داعب مدافع النصر سعود العفتان المعروف ب(أبو حيدر) وكان شعره -في شبابه- غزير البياض آنذاك، فبعد أن سلَّم المدافع النصراوي على الملك الراحل أثناء التتويج مسك شعره الأبيض وقال شايب ويلعب..!!! في موقف ينم عن تواضع الفيصل -رحمه الله- وقاد المباراة تحكيميًا محمد المرزوق وغازي كيال وفهد الدهمش -رحمه الله- وقد مثَّل النصر في تلك المواجهة التاريخية.. مبروك التركي وعيد الصَّغير وسعود أبو حيدر وناصر الجوهر ويعقوب مرسال وخالد التركي وسعد الجوهر وحسن أبو عيد ومحمد سعد العبدلي وأحمد الدنيني والأمير ممدوح بن سعود.. فيما مثَّل الأهلي أحمد عيد وإدريس آدم وسليمان أبو داود وعلي عسيري وفهد عيد وحماد رزق الله وسعيد غراب ومسمار والكبش وعلي الشمراني وعصام الطويل، وجاء فوز فارس نجد باللقب الأول ليضع حدًا لسيطرة قلعة الكؤوس وهيمنتها على هذه الكأس الغالية بعد أن نجح حارسه الكبير (مبروك التركي) -رحمه الله- في التصدي للهجمات الأهلاوية التي كان يقودها الغراب والكبش. وكان نجم المباراة بقتاليته وتألقه وحضوره القوي بين الخشبات الثلاث.. إلى جانب صلابة الدفاع الأصفر بقيادة ناصر الجوهر وعيد الصَّغير وسعود أبو حيدر، ثم أضاف النصر لقب بطل كأس ولي العهد لصندوق منجزاته الذهبية للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه على الأهلي بهدف في ملعب الصائغ بالرياض، مؤكِّدًا حضوره القوي على الساحة الذهبية وتعطيل قوى الاحتكار الأهلاوي الذي نجح باني أمجاده الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله- في تدعيم خريطة القلعة بنجوم الكرة بالمنطقة الغربية والشرقية آنذاك كسعيد غراب وسليمان مطر (الكبش) وعبد الله يحيى وغيرهم.. في الوقت الذي استطاع فيه رمز النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- من نقل النادي الأصفر من عالم البداية إلى عالم الريادة.. والهرولة في مضمار البطولات والمنجزات التاريخية، وتحديدًا في حقبة التسعينات الهجرية التي شهدت الانطلاقة الحقيقية للفارس الأصفر وحضوره التنافسي ومصافحة الذهب.