في بيروت منذ ليلة (أمس الأول)، والناس هنا تروج لمخاوف عاصفة (أليكسا) الثلجية، محذرين أن الدنيا بدها (تشتتي) غير شكل؟!. الصحف تتحدث، والتقارير التلفزيونية تبين وتحلل درجات الحرارة، مما يعني ترقب للثلوج والبرودة القارسة التي لا تتماشى معها تدابير وملابس (رجل صحراوي) مثل حكايتي جاء لزيارة بيروت -أيام قليلة-؟!. فوراً على أقرب (شوفير تاكسي) قلت له وأسناني (تتراقص) من البرد الذي لم يصل بعد: دخلك فيني روح عالسوق؟!. الشوفير رد علي: يا خيي مافيني، بيقولوا فيه عاصفة ثلجية بالطريق، بس ما في مَشكل إذا بدك تدفع (مية أمريكاني) فينا (نفل) لهونيك؟!. بالطبع دفعت (المائة) ومثلها اثنتين في السوق من أجل معطف فرو (ثعلب اسكتلندي)، تم صيده أواخر ديسمبر الماضي، عندما كان يترقب خراف المراعي لينهب منها واحداً أو اثنين، مما يدل على تحمله (البرودة) على ذمة البائع، وكان يجب عليّ تصديقه لأن العاصفة على الأبواب!. عندما عدت إلى الفندق قال لي صديقي اللبناني (بوجه بارد وساخر) يشبه العاصفة الثلجية (لشو تعذب حالك هيك مسيو فهد)؟!. قلت له العاصفة قادمة يا رجل؟! اللحق عمرك؟!. فقال يا حبيبي نحن (معودين) على (هايدا الشو) كل سنة في الإعلام والشارع، بزمناتها (ستي) بتقول الثلج كان يصل لحد (هون) بلبنان، والدنيا ماشية ما بها شيء!. عموماً الجو لم يبرد بعد، وقد تصدق التحذيرات الجوية وقد لا تصدق، لكن الأكيد أن صديقي أقنعني أنه سيجد (زبون للجاكيت) بأقل من (نصف سعره) الذي اشتريته به، على اعتبار أن سعره مبالغ فيه من الأساس!. أنا الآن أكتب مقالي فيما أنتظر (المبلغ) رغم تأخر صاحبي الذي ارتدا المعطف وهو خارج من الفندق، ولكنني أضحك في نفس الوقت بسبب ما قرأته في صحيفة محلية، حول قصة الطالب الفرنسي (أنطونيو ديبلي) الذي كسب آلاف الدولارات من تغليف (هواء مدينته) وبيعه على الناس بشكل (معلب)! حتى أنه لم يعد يستطيع تلبية الطلبات المتزايدة عبر (تويتر)؟!. الدنيا أرزاق!. وإلا فيه أحد يصدق من يبيع (الهواء) مغلفاً، ونحن (نستنشقه) بحرية من السماء؟!. وعلى دروب الخير نلتقي