يا امرأة تأتي من الزمن البعيد الجديد تسكب فوق جراح العمر قطراً من شفاهها معتَقاً كالنبيذ يا امرأة تأتي من خلف شرفات الغيوم ... تُلقي على مواعيد الهوى تحية الصباح والمساء وتطرقُ باب العمر العتيد يا امرأة أتت بشقوتها تبكي وجع الصديد تشكو وحدتها لليل والليل صديق يا امرأة مترعة بالوحدة تسير على كثبان من الجليد يا امرأة تسابق الزمان كي تدرك رجلاً طال به المسير قالت أنت صبوتي وأنت ملاذي وأنت حبي الأول وحبي الأخير وأنت بسمة عمري وأنت فجر عمري التليد قلت آه يا امرأة آتية من عصور الجليد لماذا أنا ولماذا تأتين الآن بعد ما انقضت كل ايام الفرح وليالي العيد هل أتيتِ لتنكأي جرح النصال ... هل أتيتِ لتعيدي لي العمر الذي افل إلى مآلات الرحيل آه يا امرأة آتية من الزمن البعيد الجديد... ليتك تعرفين كيف حين يحب رجلٌ في الزمن الوليد لماذا تأتين كنصل غائر في ثنايا عمري كأنه من ملايين السنين يا امرأة يوسعني حبك ألماً كحد نصل وأشد من وجع الأنين