وأخيراً أدرك بعض الشبابيين أن هناك أناساً يصنعون التاريخ وآخرين يكتبونه، ولكن حين ابتعد من يستطيعون كتابة تاريخ أنديتهم من خلال الانتماء الحقيقي والقيادة التي تحمل في طياتها الحكمة والدراية والقدرة على التخطيط مع العطاء المنظم من واقع ما يطرح من قضايا رياضية. من خلال هذا الابتعاد نجد أن هناك أندية تأثرت وبشكل كبير جداً وتكاد تفقد بريقها، يأتي في مقدمة هذه الأندية الليث الأبيض الذي يعيش في دوامة، وخصوصاً هذه الأيام، عطفاً على نتائجه وعروضه المتواضعة، وأصبح حملاً وديعاً الكل يريد نصيبه منه، حقاً إنه غد رهيب ومخيف في كل مباراة يلعبها يظهر بعيداً عن مستواه، ولم يعد ذلك الفريق البطل الذي كان صديقاً دائماً للمنصات. أما الآن فشباكه تستقبل أهدافاً مع الرأفة والنقاط تهدر، فماذا حدث لهذا الليث الذي كان عندما يكشر عن أنيابه الكل يهابه. أتدرون لماذا؟ لأن من كانوا يملكون القدرة على القيادة المثالية من رجال الليث الأبيض الذين عاشوا داخل أسواره سنين طويلة وطويلة جداً وقبل أن نولد ونعرف الرياضة ابتعدوا عنه هذه الأيام. ويأتي في مقدمة هؤلاء الرجال الأمير خالد بن سعد، ولكن نكون أكثر مصداقية مع أنفسنا وأكثر وفاءً لمن يستحق الوفاء. فإن الأمير خالد بن سعد ورفاقه الذين لن نبخسهم حقهم لقاء ما قدموه في مسيرة النادي فقد كانوا أناساً مخلصين ورجالاًَ أوفياء خدموا النادي لسنوات طويلة وطويلة جداً. إذاً لنتفق أن الأمير خالد بن سعد هو الرقم المفقود في المنظومة الشبابية، كيف لا وهو الرجل الذي أعاد نادي الشباب إلى منصات البطولات في زمن قياسي. فبقدر ما كان سموه رقماً مشتركاً لأي معادلة شبابية، فإن غيابه كان بمثابة (الحلقة المفقودة) لكونه من رؤساء الأندية المميزين وممن يملكون عقلية رياضية متفتحة وقدرة على التخطيط والرؤية الواضحة. نعم يا سمو الأمير.. الشبابيون يعرفون تمام المعرفة مدى حبك وعشقك لهذا النادي الذي قضيت فيه سنين طويلة من العمل المتواصل والجهد والعطاء.. إذاً ومن هذا المنطلق فإن الشبابيين كل الشبابيين لهم طلب مقرون بالرجاء وهو سرعة عودتك لأنهم يرون فيك أكثر الناس تفهماً لأحوال الفريق ونفسية اللاعبين. وبعد النظر.. فهل يعود الأسد إلى عرينه؟. مع الاحترام الشديد والشديد جداً للإدارة الشبابية ممثلة في خالد البلطان التي بذلت الكثير والكثير من أجل النادي. من يلم شمل الشبابيين؟ عندما يطلب الشبابيون سرعة عودة سمو الأمير خالد بن سعد من أجل لم شمل الشبابيين مجدداً، فذاك لثقتهم في أنه الوحيد القادر على ذلك، ومن هذا المنطلق هم يطالبون بسرعة تدخله، فنادي الشباب لم يتعوّد أن يبث مشاكله خارج أسوار النادي، إنما تعود على روح الأسرة الواحدة، وهذا ما يحتاجه الآن في ظل الأوضاع المتردية التي يمر بها النادي، فالليث الأبيض في مشاويره السابقة من خلال تعاقب الإدارات قدم عطاءات جماعية وكان أبناء النادي الذين عاصروه منذ سنين طويلة وطويلة ويعملون من أجل ناديهم لا غير لم يكن أي منهم يتحدث عن ذاته.. بل إنهم أوجدوا تفاعلاً مثمراً انصب في مصلحة ناديهم في مختلف المجالات وبالذات فريق كرة القدم، إذاً على الذين لا يعرفون أن نادي الشباب لا يتفوق ولا ينجز إلا بالروح الجماعية ولا تناسبه الذاتية عليهم أن يعرفوا ذلك.. وعليهم أيضاً الابتعاد عن المكابرة والانفراد بالرأي.. إذا كانوا يبحثون عن مصلحة نادي الشباب. لا تغضبوا!! كثير هم الإخوان الشبابيون الذين اتصلوا بي.. وقد أخذت الحيرة والحزن الشيء الكثير منهم بسبب الوضع المؤلم جداً الذي يمر به ناديهم، وهم الذين تعودوا أن يكون ليثهم إما بطلاً أو وصيفاً للبطل، وهنا أقول للإخوان الشبابيين «لا تزعلوا» وعليكم أن تتخذوا من الصبر شعاراً لكم. ونادي الشباب مثله مثل غيره من الأندية السعودية التي تدور في حلقة من الضياع، ومن منظور شخصي أقول إن الأطراف الثلاثة مسؤولة، وأعني بها الإدارة - المدرب إذا كان يستحق أن نطلق عليه كلمة مدرب - واللاعبون الذين ارتكبوا أخطاء ويا لها من أخطاء، لو كانت من لاعبين مبتدئين لعذرناهم إنما من لاعبين لديهم خبراتهم في الملاعب السعودية والخارجية لكون البعض منهم سبق أن ارتدى شعار المنتخب الوطني. نعم، إن مستوياتهم المتواضعة جرس إنذار بأنه لم يعد لديهم من جديد يقدمونه للفريق، وعليهم تسليم الراية لغيرهم مثلهم مثل من سبقوهم من اللاعبين.