فوجئنا أمس أن إحدى الإذاعات تتبنى مهاجمة الموضوع الإحصائي الشامل الذي أعده الزميل صالح الهويريني ونشر ب «الجزيرة» يوم أول من أمس الأربعاء، وحين نقول إن الإذاعة تتبنى الموقف ضد الكاتب والجريدة، فلأن أحد المذيعين هو المدير.. هكذا وصفه الوظيفي، ولسنا بصدد النقاش حول كفاءته وكيف جاء لهذا المنصب وكيف أصبح مذيعاً وهل ينتظره مستقبل أم لا، فهذه التساؤلات والإجابة عنها ليست من اختصاصنا لكننا نستغرب أن تتخلى الإذاعة عن مهنتها بأداء يفتقد لأبسط أخلاقيات المهنة، فمن أعطى مذيعيها حق تقويم عمل اعتمد على لغة العصر لغة الأرقام ولم يكن موجهاً ضد أحد كما حكم بذلك مذيعو الغفلة ولم ينل من تاريخ أحد ضد آخر، لكنها عقدة النقص والبحث عن الاحتكاك بمن يضمن لهم شهرة وانتشاراً عجزاً عن تحقيقه، ونحن تعودنا على ذلك من قنوات وانتهت تلك البرامج إلى الفشل وبقيت «الجزيرة» شامخة متألقة. نحن حقيقة نستغرب أن يحدث ذلك من إذاعة أكثر من دعمها «الجزيرة» وأكثر من وقف معها «الجزيرة»، لكنها الحماقة التي أعيت من يداويها والتعصب الذي أعماهم عن رؤية الأشياء على حقيقتها، ليتهم ناقشوا الموضوع أو ردوا على أية فقرة أو معلومة يعتقدون بعدم صحتها ولكنهم لم يفعلوا أي شيء يشير إلى مهنيتهم أو إلى حسن نيتهم فقد جزموا بخطأ الموضوع وقرؤوا أهدافه وقرروا أنه لا يصلح لأنه لا يروق لهم والمعلومات التاريخية عكس ما يتمنون. يا خسارة على ما يحدث من أشخاص ليسوا صغاراً ونقصد المدير المذيع، والمذيع «اللي يقرقع» في قلبه الموضوع كما يقول وليس المعد وإن كانوا جميعاً بحثوا عن ردة الفعل بالانتقاص من عمل مهني بامتياز، ولكن ذلك كشف لماذا إذاعات بعدهم تجاوزتهم بفعل إدارة مهنية حكيمة ومذيعين مؤهلين وليس من عينة من يسقطون أي برنامج وأي قناة أو إذاعة يعملون بها. شكراً للهويريني الذي كشف هؤلاء على حقيقتهم ونتمنى للإذاعة أن يكون النجاح حليفها في المستقبل، وسيكون ذلك ممكناً - بإذن الله - بإدارة مؤهلة ومذيعين مهنيين يحترمون المهنة وأخلاقياتها.