الرهان على الشباب -من الجنسين بالطبع- في أي زمان أو مكان أو مجال دائما هو الحصان الرابح وهي حقيقة لا تحتاج برهاناً أو الاستعانة بقرائن لإقرارها في أذهان المشككين فيها أو الراغبين في «تقزيمها» وإبقاء الشباب في مربع مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن الواقع العملي بداعي قلة الخبرة والاندفاع. في ذلك الفلك يدور معرض وملتقى شباب وشابات الأعمال 2013 الذي نظمته غرفة الشرقية بالشراكة مع شركة معارض الظهران الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية. الملتقى الذي انحاز هدفاً وتنظيماً للشباب ترجم أفكاراً مميزة ومشاريع رائدة تؤكد التفوق لدى شباب وشابات الأعمال في المنطقة الشرقية، وما يملكونه من طاقات تدعم اقتصاد الوطن وتعزز متانته وقوته. أبرز ما كشفه المعرض أن شباباً وشابات الأعمال بمقدورهم تقديم الأفكار المختلفة في السوق السعودي التي بإمكانها دعم الاقتصاد الوطني وفتح مسارات تجارية جديدة ومختلفة عن الصورة النمطية للتجارة المحلية. شهادة تقدير للشباب الواعد والشابات الواعدات جاءت من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية الذي عبر عن اعتزازه بالدور الذي يؤدّيه شباب وشابات الأعمال في المنطقة الشرقية، مبدياً ارتياحه لما شاهده في ملتقى ومعرض شباب وشابات أعمال الشرقية 2013 من صور مشرقة ومشَرّفة للشباب السعودي، موضحا ثقته بأن هذا الشباب «يستطيعُ أن يواصلَ مسيرة النجاح التي حققتها أجيال الأجداد والآباء في بناء الوطن وتقدّمه، وأنه يستطيعُ أن يضيفَ إلى ما تحقق من إنجازات، بما يواكب متغيرات العصر وتحدياته القادمة، خصوصا فيما يتعلق باستحقاقات تعزيز القدرات التنافسية لاقتصادنا الوطني». مثل هذه المعارض والملتقيات ميادين رحبة ونوافذ عريضة لعرض مواهب وإبداعات الشباب من الجنسين، والمأمول أوسع من ذلك، وعلى كافة قطاعات المجتمع العمل على تطوير «قنوات» التواصل والتعاون، دعما لجهود الشباب، والاستفادة من طاقاتهم، دعما لبيئة الاستثمار في المنطقة، وإنشاء المزيد من المشروعات الشبابية الناجحة، الأمر الذي يصب في تحسين المناخ الاستثماري في المنطقة خاصة، والمملكة بشكل عام، وضرورة «تفعيل» الأداء «التنموي» في المنطقة. الحقيقة التي أكد عليها المعرض هي مدى اهتمام الدولة بمبادرات الشباب والشابات التي تشكل عصباً مهماً في قطاع الأعمال، وأنها تدركُ دور الشباب عامة في بناء الوطن، وتعزيز دعائم مستقبله، كما تدركُ دورَ شباب الأعمال خاصة ضمن هذه المهمة الاستراتيجية الكبرى وهي تنطلق في وضع تصورها هذا موضعَ التطبيق على أرض الواقع من أهدافها ومحاورها الاستراتيجية، حرصا على الإسهام في تعزيز مسيرة التنمية ودعم أداء الاقتصاد الوطني. العنوان الأبرز لمعرض شباب وشابات الأعمال هو إدراك طبيعة دور الشباب في بناء المجتمع، وأهمية هذا الدور في المجال الاقتصادي على نحو خاص والتسليم بأن تفعيل دور الشباب بشكل عام أصبح ضرورة، لكونهم يمثلون «المستقبل»، ونظراً لما يمتلكونه من قدرة على التفاعل مع تقنيات عالمنا المعاصر، التي باتت تشكل أداة مهمة من أدوات التقدم، فضلا عن أنهم القوة الأبرز الدافعة لحركة البناء في بلادنا، والشريحة الاجتماعية الأقدر دائما على رفد هذه الحركة بقواها الفاعلة.