أستاء ممن لا ينظُر إلا إلى نصف الكوب الفارغ.. في أي أمر من أمور الحياة، لأن هذا شأنه، ولا يمكن بأي حال مصادرة قناعاته طالما أن الأمر بالنسبة له لا يتجاوز حَيِّز ذاتيته الضيّقة، أما إذا ما طرح رأيه عبر بعض وسائل الإعلام ليعمم -ببذاءة وجَهلْ- والتعميم (لغة الحمقى)، فيجب عليه التأني لأن من الشعراء من هو عزيز نفس وعصامي، وهذا ما أمر الله به في كتابه الكريم ونبيه ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة، وهما مصدر التشريع الإسلامي الأول والثاني الذي يستمد منه المجتمع السعودي عاداته وتقاليده وأعرافه المشرفة، بحيث يرى صاحب النظرة المثالية السوية أن كل مغريات الدنيا لا ترتقي لثنيه عما هو أهم وأبقى، قال تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . (سورة العنكبوت: 64). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس" متفق عليه. "العرض" بفتح العين والراء: هو المال. ثم إنني أستغرب جرأة صاحبنا هذا المشار إليه -بعد أن أبدى امتعاضه- من ردَّة فعل بعض الشعراء تجاهه -مع تحفظي على قسوة معاني بعض أبياتهم الموجهة إليه، في ردة فعلهم، وإن كان هذا شأن الناقد الذي مهمته إيضاح الفواصل الدقيقة التي تفرز العتب من الهجاء- وكان المفترض أن يحسب حساب هذه التبعات مبكراً.. لا متأخراً..! يقول الشاعر الصفي الحلي: وَأَحْزَمُ النَّاس مَنْ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَإِ لاَ يَقْرَبُ الْورْدَ حَتّى يَعْرِفَ الصَّدَرَا ويقول المثل (السلامة خير من الندامة) .It is better to be safe than Sorry ويقول الشاعر سويلم العلي "رحمه الله": افطن لأصابع كفّك طوال وقصار ماهن سوى لو كلّهن بهن أظافير مثل اللّحى تنبت على كل الأبشار لا شك تنفيل اللّحى مجنبٍ غير وقفة: للشيخ راكان بن حثلين "رحمه الله": مَا قَلْ دَلّ وزبدة الهرج نيشان والهرج يكفي صامله عن كثيره