الكاتب محمد حمد البشيت الضعيفي صدر له عن نادي حائل الأدبي كتاب بعنوان: (هؤلاء عرفتهم وقرأت لهم).. تضمن تجارب وحكايات وقصص للمؤلف مع عدد من الكتاب الذين عرفهم والذين قرأ لهم.. يقول المؤلف: بعد وفاة عميد الأدب العربي طه حسين كتب نزار قباني قصيدة يقول فيها: ضوء عينيك أم هما نجمتان كلهم لا يرى وأنت تراني لست أدري من أين أبدأ بوحي شجر الدمع شاخ في أجفاني أرم نظارتيك كي اتملى كيف تبكي شواطئ المرجان أرم نظارتيك ما أنت أعمى إنما نحن جوقة العميان وبعد وفاة زوجته بلقيس قال نزار: يا زوجتي.. وحبيبتي.. وقصيدتي.. وضياء عيني.. قد كنت عصفوري الجميل فكيف هربت يا بلقيس مني؟ بلقيس.. هذا موعد الشاي العراقي المعطر فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافة؟ ومن الذي نقل الفرات لبيتنا.. وورود دجلة والرصافة؟ الحزن يا بلقيس.. يعصر مهجتي كالبرتقالة.. الآن.. أعرف مأزق الكلمات أعرف ورطة اللغة المحالة.. وعن الأديب عبدالله مناع قال المؤلف: المناع حين تراه لأول وهلة يتراءى لك أن هموم الدنيا على عاتقه وأن الحزن أخذ منه ما أخذه.. ولكن حينما تجلس إليه وتبدأ الحديث معه تحس أن قلبه مثل صحراء الدهناء وروحه مرحة برحة.. فهو صاحب نكتة وقفشة وطرفة.. وتحت عنوان: مشاهير الأدب وطقوس الكتابة سرد الكاتب مجموعة من القصص والحكايات الغربية عن بعض المبدعين.. وقال: أمير الشعراء أحمد شوقي قيل أنه حين يعتزم النظم يقوم يمشي جيئة وذهاباً ويتحرك بسرعة ثم يطلب ثلاث بيضات فيشربها نيئة ثم يهدأ قللاً ويتناول القلم فيكتب بيت أو بيتين ويجلس هادئاً ويكتب أبياتاً أخرى فيكون أتم القصيدة. والكاتب توفيق الحكيم يخرج من بيته صباحاً وهو يرتدي (البيريه) وممسكاً بعصاه ويقف على رصيف الشارع ويطيل التأمل في وجوه الناس ويستمع لحديث العابرين قبل أن يكتب وكان يوسف أدريس يحتفظ بصندوق عجيب فيه أشلاء راديوهات وتليفونات وأجهزة كهربائية قديمة فيمكث يعبث بأزرارها وتروسها في محاولات عقيمة لإعادة تشغيلها ثم يبعدها.. ويكتب!.