منذ أن دخلت أمريكا في حربيها اللتين خاضتاهما ضد الإرهاب في كل من أفغانستانوالعراق حتى حصلت على ما تريد من دعم ديني وبشري ولوجستي على هذين البلدين (السنيين) من قبل إيران؛ فقد حاربت أمريكا في هذين البلدين بواسطة استخدام العقلية والذهنية الإيرانية وذلك بتطبيق كل الخطط والمشورات التي تقدم على ساحة الحرب! أراد الأمريكان اجتياح العراق فكان لهم ذلك من خلال إطلاق رجال الدين التابعين لإيران لفتوى تحرم مقاتلة الجيش الأمريكي فهم جاءوا لمساعدتكم ونجدتكم بل ساعدوهم وعلّموهم وسهلوا لهم الدروب، فاجعلوها سالكة لهم حتى نخر ذلك السوس من الداخل العراقي وسقطت دولة العراق وتداعت بشكلٍ هش، دخل المحتل دونما أية مقاومة وتم استقباله من قبل هؤلاء التابعين لإيران بالورود والمزامير والطبول سقط ذلك التمثال الرهيب للركن المهيب تم فصل رأسه عن جسده حتى أصبح (طابة) يركلها أطفال الرافدين من جماعة السوس بأقدامهم لم يلبث الأمر طويلاً حتى ضُحيَ بصاحب التمثال ضحى يوم الأضحى ليعلن السوس بأن عيدهم أصبح عيدين!! لم يدم الاحتلال طويلاً لتترك القوات الغازية البلاد ويحل محلها احتلالٌ آخر أشرس وأنكى ألا وهو تسليم مفتاح العراقللإيرانيين ليتكفلوا به وبمستقبله بعد إذ وبخاصة بعد مجيء إدارة أمريكية جديدة بوجه جديد وبسياسات جديدة. هنا أمريكا قد التزمت بتحقيق وعدين من الوعود الثلاثة الوعد الأول: مكافأة أتباع إيران بإسقاط صدام ونحره على أيديهم يوم العيد، والوعد الثاني: مكافأة إيران بتسليم العراق (قفل ومفتاح) لها لتحدد هي سياساته ومستقبله ويصبح كما نراه اليوم مستباحاً من قبلها توجهه بالريموت كنترول عن بعد!! فبعد أحداث 11 سبتمبر عكفت أمريكا على دراسة وتحليل الحالة والعقلية لهؤلاء الجهاديين الذين ينبعون من المذهب السني فتوصلت لنتيجة نهائية تؤمن بها ألا وهي محاربة المذهب السني بالشيعي وإحلال هذا بذاك (الدَين الجديد) كما ينطقه ممثلو حقبة السبعينيات بالمسلسلات الدينية!! وبخاصة أن أتباع المذهب الشيعي أكثر تنظيماً ويعودون لمرجعيتهم التي توجههم في قم بإيران.. هنا وبعد انتهاء دراسة أمريكا لهذا الأمر وتوصلها لنتيجة لا تقبل القسمة على اثنين قامت وركلت بقدمها اليمنى إيران الرابضة وقالت لها قومي انهضي تحركي اليوم دوركِ والميدان ميدانكِ أُنشري مذهبكِ وحركي خلاياكِ النائمة هنا وهناك صولي وجولي كيفما تريدين وكيفما تشائين المهم نشر مفاهيمك ومعتقداتك علها تحل محل دين هؤلاء التكفيريين القتلة! ومنذ ذلك الحين منذ أحداث 11 سبتمبر وإيران تزاول الدور المطلوب منها فقد أصبحت اللاعب الرئيس بالمنطقة فقد أعطيت المساحة الأكبر، فقد نشرت المذهب الاثني عشري باليمن واستباحت العراق وحولته لمزارات شيعية واستباحت سوريا وأقامت بكل أحيائها السنية حسينيات ومدارس يدرس بها أبناء السنة ليتحولوا إلى المذهب الآخر وتصرف لهؤلاء الصبية مكافآت مالية تعين أهاليهم على المعيشة، لم ينته الأمر فزيارات التشيّع تعمل الآن بالسودان ووصلت إلى إندونيسيا وماليزيا لتحويل هؤلاء السنة إلى المذهب الشيعي حتى أن إيران في عصر مرسي بعثت لمصر وتحديداً (أسوان) والصعيد بمئات المتشيّعين وذلك لاستهداف الطبقة الفقيرة غير المتعلمة لاستغلال عوزهم وفاقتهم وعدم فهمهم لفحوى المقصد والهدف. قبل عدة أيام ألقى الرئيس الإيراني كلمته في الأممالمتحدة وكان يتوقع العالم من خلال هذا الرئيس الجديد لإيران أن يجدوا انفراجاً للملف النووي الإيراني إلا أنه وكعادة السياسة الإيرانية طويلة النفس التي لا تتغير ولا تتبدل بمجيء رئيس وذهاب آخر فكل الحلول بيد المرشد الأعلى وما هؤلاء الرؤساء إلا دمى ووجوه يتم استبدالها حسب مقتضيات كل مرحلة! في المقابل رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدد بالتخلي عن الطرق الدبلوماسية في حال لم يكن الهدف من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني تفكيك هذا البرنامج.. هنا أمريكا راضية كل الرضا عن إيران وإجادتها لدورها بكل اقتدار وما حققته على أرض الواقع لتغيير مفاهيم المنطقة.. بعد عدة سنوات لربما تفي أمريكا بوعدها الثالث لإيران بل إن إيران هي من ستفي بوعدها التي قطعته على نفسها لأمريكا لتقول ها أنا ذا قد أجبرت الجميع على (الدَين الجديد)!