انتهى موسم حج هذا العام 1434ه بنجاح باهر وتميز رائع عن الأعوام الماضية من حيث التنظيم الرائع والانسيابية الممتازة في الحركة وتنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة, وقبل ذلك الصرامة والجدية في تطبيق النظام بحق كل من يحاول تجاوز الأنظمة ومخالفة التعليمات التي من شأنها استقبال وتنظيم أفواج حجاج بيت الله الحرام. ففي هذا العام لمسنا الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن ممثلةً في لجنة الحج العليا التي يرأسها سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز, ولجنة الحج المركزية برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل, وما ينضوي تحت اللجنتين من قطاعات عسكرية ومدنية هدفها ومهمتها تقديم أفضل الخدمات لحجاج الداخل والخارج, والمحافظة على أمنهم وراحتهم. ولا شك أن حجاج بيت الله الحرام الذين أتوا من كل فجٍ عميق لأداء فريضة الركن الخامس من أركان الإسلام امتثالاً لقوله تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) سورة الحج، قد لمسوا على أرض الواقع الجهود العظيمة التي بذلتها حكومتنا الرشيدة (أيدها الله) لخدمتهم وراحتهم منذ أن وطئت أقدامهم أرض الوطن والمشاعر المقدسة وحتى مغادرتها وهم مطمئنين مرتاحين. وتحظى المملكة بشرف خدمة ضيوف الرحمن في كل عام, حيث تسخّر الدولة كافة إمكانياتها وقطاعاتها لخدمة من يأتي للمشاعر المقدسة, ودائماً ما تنجح الجهات المسؤولة وخاصةً الأمنية في عملية إدارة الحشود من ملايين البشر, وتنظيم أفواج الحجيج بطريقة سلسة وانسيابية متميزة في مكانٍ واحد, وفي زمانٍ واحد من خلال عمليات التصعيد والنفرة في إطار حدود المشاعر المقدسة وهي بلا شك مسؤولية عظيمة وجسيمة يصعب التعامل معها, ولكن الأجهزة الأمنية السعودية نجحت وبتفوق في إدارة حشود الملايين من حجاج بيت الله الحرام وتفويجهم دون حدوث أية مشاكل قد تتسبب في حوادث سلبية على الحجاج, وهو ما كان محل متابعة وإشادة من قادة دول أجنبية حول تفوق المملكة وتميزها في السيطرة على حشود تعد بالملايين في زمن ومكان واحد وهي مهمة جداً صعبة, وقد تحدثت عنها صحف وقنوات غربية عديدة. وفي هذا العام كانت الإشادة عظيمة, والجهود متميزة وملحوظة من خلال التنظيم, وتطبيق العقوبات الصارمة بحق أصحاب الحملات الوهمية, وملاحقة مهربي الحجاج غير النظاميين, والتطبيق الفعلي لحملة (الحج الصحيح يبدأ بالتصريح) وهو ما انعكس إيجابياً على نجاح حج هذا العام, ونتطلع أن تكون الأعوام القادمة أكثر تميزاً ونجاحاً بإذن الله تعالى.