المتابع لمجريات الأحداث خلال السنوات الثلاث الماضية يعلم أن مجلس الأمن أصبح وسيلة ومطية لاستخدامه من قِبل التحالفات السرية ما بين روسياوإيران من جهة وأمريكا من جهة أخرى، وذلك منذ قدوم الرئيس أوباما الذي أدار بسياسته الحالية ظهر أمريكا لحلفائها القدامى باحثاً عن تحالفات جديدة!! مجلس الأمن تم إنشاؤه للنظر في قضايا الدول والشعوب المستضعفة والمنتهكة وإعادة الحقوق المغتصبة والمسلوبة والوقوف ضد المعتدي مع المعتدى عليه، إلا أنه ظهر جلياً من خلال ما يجري أنه يسير خلاف ذلك كله!!! هناك وفي روسيا بالتحديد عندما علموا أن السعودية انسحبت من مقعدها بسبب التآمر الذي يُحاك من تحت الطاولة على المنطقة وشعوبها ما بين هذه القوى سارعت على الفور خارجيتها معلنةً استغرابها، مما جعلها في موقف المثل القائل: (كاد المريب أن يقول خذوني)!!! فهي الرأس المدبر للأحداث الجديدة بمباركة من أمريكا وعليها أن لا يكتشف هذا التدبير والتخطيط للأهداف الجديدة لكي لا يكون ساسة أمريكا الجدد في حرج بسبب الازدواجية في التعامل مع القضايا العالمية العالقة والشائكة وانكشاف إستراتيجية (اللعب على الحبلين)!!! السعودية عندما علمت أن مجلس الأمن أصبح مطية تعيق عملية محاسبة النظام السوري إزاء جرائمه البشعة وحرقه لشعبه بالكيماوي وأن المؤامرة تُحاك ضد شعوب المنطقة من تحت سقف هذا المجلس ومن خلاله، إما عبر حق النقض (الفيتو) الذي تستخدمه روسيا والتمترس خلفه من قبل المتآمرين أو حتى عبر عدم إغاثة الشعب السوري بفتح ممرات آمنة لإيصال الدواء والغذاء، وترك هذا الشعب على مرأى ومسمع الأممالمتحدة يقتل وينحر وهو أعزل، فروسيا تدعم النظام السوري بالسلاح نوعاً وكماً وأمريكا تغازل إيران بشكل علني ولم يتبق عليها سوى أن توفي بعهدها برفع العقوبات الدولية عنها!!! فضلاً عن قضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في دولة عاصمتها القدس الشريف التي لم تجد من هذا التجمع الأممي إلا التآمر على هذا الحق بكل الوسائل بما فيها الفيتو الأمريكي المتكرر. عندما انسحبت السعودية من عضوية مجلس الأمن ثارت ثائرة الصحافة الأمريكية وهاجمت السعودية بحدة غير مسبوقة، حتى إنها قالت إن السعودية ليست بمأمن من الأحداث، مشيرةً إلى حملة الراتب ما يكفي الحاجة وهي لا تعلم هذه الصحافة الغبية أن الشعب السعودي المسلم المؤمن قد كلفه الله بحماية ورعاية الحرمين الشريفين واستقرار وأمن بلاده والبلاد الشقيقة المجاورة، وهذه المقاصد أهم بكثير مما يحاولون من خلاله تشويه صورة المملكة فهو شعب مسلم مختار، كل أطيافه تحب بعضها البعض فهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، والشعب السعودي النبيل يعلم جيداً الخطط التي تُحاك من حوله للنيْل منه والظفر به وجعله يعيش في جحيم مقيم وذلك ما بعد أحداث 11 سبتمبر القاتمة السواد!!! السعودية علمت أن هذا المجلس أصبح يُشكّل عِبئاً ثقيلاً على أمن شعوب المنطقة وعندما تشارك عضواً فيه، فهي كمن يوافق على ما تقوم به بعض الدول الأعضاء في تقتيل وتشريد الشعوب العربية المضطهدة، فلسان حالها يقول: (أرفض أن أتبوأ مقعداً من مقاعد جهنم).