تتعامل الادارتان الغربية بهيمنة الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا,والشرقية بهيمنة روسيا والصين,مع الشرق الاوسط بتكتيك وديناميكية وبراغماتية عالية الآداء,فهو محور الصراعات ومهد الديانات وأرض الغلات والخيرات,وهو الكعكة الشهية الكبرى التي يسيل لها لعاب الطامعين,والمستعمرين والطغاة! وفي قلب الشرق الاوسط, زُرعت إسرائيل, تلك النبتة الخبيثة التي أتى معها كل شر وبلاء,فأصبحت تشكل للدول الكبرى أهمية بالغة في التنافس على رعايتها وحمايتها,حتى غدت لها ,كمسمار جحا الذي يتعهده صاحبه كل صباح ومساء, حرصا عليه من الصدأ أو ألانتزاع,وليس حبا في المسمار,بل طمعا في الدار الذي دُق فيه!! إن روسيا(الاتحاد السوفيتي سابقا) هي التي ملآت أرض فلسطين بالنساء والرجال والاطفال,ومهدت وسهلت لهم الهجرة الى هناك ليحلوا محل الشعب الفلسطيني الذي قُتل منه الكثير وهُجر منه الكثير,ولا زال يعاني من القهر والآسر والتعذيب وهو فوق أرضه! أما بريطانيا فلا يخفى على أحد من الناس,وعد بلفور في عام 1917م,وماتبعه من تحالفات مع الخائنين من العرب المسلمين وما تبع ذلك من انتدابات بريطانية لإرساء قواعد الدولة الصهيونية الوليدة,حينذاك! وأما أميركا فحدث ولاحرج فقد التزمتْ بأمن اسرائيل والحفاظ عليه,شاء من شاء وأبى من أبى,وهذه حقيقة جلية لايختلف عليها اثنان ولاينتطح فيها عنزان... يؤكدها العون المادي واللوجستي والعسكري والمعنوي ,ويزيدها تأكيدا عدد ما رفعته امريكا من قرارات للنقض (فيتو )ضد كل من يعارض سياسة اسرائيل, في مجلس الآمن,أو يطالب بحقوق الفلسطينيين التي لاتعد ولاتحصى! وأما أحداث سوريا الآخيرة,مع نظام بشار الآسد,فلا ريب أنها قد كشفت المستور,وأظهرت الحقائق أمام الناس جميعا,وقد رأها ألاحرار والشرفاء الذين تعاطفوا مع الشعب السوري المظلوم البريء, ورأها الخائنون والمنافقون والعملاء الذين مالوا مع بشار ونظامه سواءا من أسّر ذلك,أو من جهر به! وحين أصرت جامعة الدول العربية وبعض دول العالم على استصدار قرار من الآمم المتحدة يدين أفعال النظام السوري الحاكم,ويطالب بتنحي بشار ألاسد,وحل الآزمة السورية عاجلا أيدت ذلك المشروع 13 دولة في مجلس الامن بالاضافة الى الدول العربية وبعض الدول الآخرى ,غير أن روسيا والصين عارضتا هذا القرار بحق النقض الفيتو, مما عقد القضية السورية وأججها وزادها قتلا ودمارا وخرابا وانتهاكا للحرمات والاعراض! وهذا الفيتو الروسي الصيني,يقر بشار وزمرته على مواصلة اعمالهم الإجرامية التي لم يشهد التاريخ أسوأ منها, حتى في زمن الفراعنة أو أصحاب الآخدود! ولاريب أن هذا الفيتو يثير التساؤلات والعجب,فأين كان هذا الفيتو حين أحتلت اميركا العراق عام 2003م؟ هل كان احتلال دولة بأكملها ذات صلات وثيقة وعلاقات اقتصادية وعسكرية واستراتيجية مع الصين وروسيا,أسهل من تغيير بشار وحل ألازمة السورية؟ أم أن اميركا وحلفاؤها الغربيون حين أرادوا احتلال العراق, وجب على الآخرين الصمت والانصياع؟! إن هذا الفيتو يصب بالدرجة الآولى في صالح إسرائيل,التي تتنافس الدول الكبرى في الوقوف إلى جانبها, رغبة أو رهبة من اميركا وأعوانها, فالنظام السوري الاسدي يخدم اسرائيل ويحرسها من الشمال,وزواله يعد وبالا على اسرائيل,وهذا مالا ترضاه اميركا ولابريطانيا ولافرنسا,ولا ايران التي انكشفت أمام المخدوعين من العرب والمسلمين, حين حصحص الحق وقال حزب اللاة اللبناني إذا ألت السلطة في سوريا لآهل السنة فإننا سوف نتحالف مع اسرائيل...قال هذا وهو لم يأت بجديد لآنه متحالف معها منذ البداية, أليس هو المشارك معها في صبرا وشاتيلا؟حين قُتل الفلسطينيون في أشهر مذبحة جرت لهم منذ الاستعمار الاسرائيلي. أكاد أجزم أن هذا الفيتو الروسي الصيني,متفق عليه من بعض الدول الكبرى, فهي تأمر وتدبر وعلى الصين وروسياالتنفيذ فأميركا وأعوانها لا تريد أن تكسب عداء العالم وشجبها لها , لعلمها بمشروعية القرار الذي يدين اعمال العنف وبمظلومية الشعب السوري فأقحمت روسيا والصين,وانسلت من القضية تماما! وهذا الفيتو يعزز الجانب الايراني ويقوي شوكته,وهذا دليل على أن ايران التي تتشدق بخدمة الاسلام في المنطقة وتدعي مناصرتها للقضية الفلسطينية, مشاركة في اللعبة الاستعمارية ضد الدول العربية والاسلامية السنية, وأنها ذات ارتباط وثيق مع اسرائيل! وطالما أن كل هذا يخدم اسرائيل وإيران, فلا غرابة أن يكون فيتو روسيا والصين فيتو متفق عليه, فكل الصعاب تتذلل أمام مصالح اسرائيل وبقائها..ولكن هل يعي العرب هذا حقا؟! رافع علي الشهري [email protected]