نظّمت جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفتا) بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع مقهى "أكثر من قهوة" لقاءاً توعوياً تحت عنوان (اعرف أفتا)؛ شارك فيه عدد من مرشدي (أفتا) المتدربين في الجمعية، بهدف تعريف الشباب بالاضطراب وأعراضه وتأثيره السلبي على حياة المصاب، وامتداده إلى أسرته والمجتمع كافة، كما تمحور اللقاء حول المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب ودورهم في معاونة الجمعية لتحقيق هدفها السامي وإيصال رسالتها إلى كافة أطياف المجتمع. أرقام وإحصائيات واستعرض المتحدثون للحضور أرقاماً وإحصائيات عن الإصابة بالاضطراب في المملكة والتي تعد أكثر ارتفاعاً من ذوي الاحتياجات الأخرى، ومدى خطورة ارتفاع هذه النسبة؛ لما تجره من خسائر مادية وبشرية إذا لم يتم احتواؤهم ومنحهم العلاج اللازم، فقد أظهرت الدراسات أن 33% من 289 مدمناً للمخدرات لديهم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، عدا المشاكل النفسية وضعف الثقة بالنفس، والانخفاض في المستوى التعليمي، والتهور في القيادة، والتي يسببها إهمال المصابين بالاضطراب. د.يماني: طلاب صعوبات التعلم يعانون من غياب المعلمين المتخصصين.. والكشف المبكر أفضل الجانب الإبداعي وتطرق المتحدثون للجانب الإبداعي للمصابين بالاضطراب، مستشهدين بالعديد من المشاهير المصابين ممن كان لإصابتهم السبب في تحقيق انجازاتهم كالسباح العالمي صاحب الثمان ميداليات ذهبية في الاولمبياد "مايكل فيلبس"، ولاعب كرة السلة الأسطوري "مايكل جوردن"، وكاتبة الروايات البوليسية "أجاثا كريستي"، ودور الأسرة والمدرسة في تنمية هذا الجانب والذي لا يمكن القيام به إلاّ بعد معرفة كيفية تشخيص الاضطراب وطرق التعامل مع المصاب من طفولته، واختتم اللقاء بتقديم منشورات تثقيفية للحضور عن الاضطراب، وتوضيح طرق التعاون مع الجمعية بالتطوع والدعم. تجمع شبابي في مقهى للتوعية بأعراض الإصابة الرسالة السامية وقدّمت "د.سعاد يماني" - رئيسة جمعية فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفتا) واستشارية المخ والأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض- خالص شكرها وامتنانها للقائمين على مقهى "أكثر من قهوة"؛ نظير تعاونهم مع الجمعية، مشيرة إلى إن المقهى يدحض القول بأن الشباب السعودي غير مبدع، فالأفكار الموجودة في المقهى خير دليل على الإبداع والابتكار لدى شبابنا، داعية رجال الأعمال للأخذ بيد الجمعيات الإنسانية والمساهمة في تمهيد الطريق لها لأداء رسالتها، حيث إن هذه الجمعيات لا يمكنها النجاح بدون دعمهم ومشاركتهم، مبينةً أنهم في "أفتا" مستعدين للتعاون مع الجميع بما يضمن إيصال الرسالة السامية التي تسعى الجمعية لنشرها بين جميع أفراد المجتمع عن الاضطراب. جانب من حضور اللقاء التوعوي توفير الخدمات وجددت "د.يماني" تطلعها إلى الشراكة مع الوزارات المعنية، وتفعيل "المشروع الوطني" مع الجهات الحكومية؛ بناءً على قرار مجلس الوزراء رقم 1422/ ب، وتاريخ 10/01/1420ه، والذي يوضح المسؤوليات والواجبات على الوزارات المعنية، وهي: (وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، وزارة الصحة، وزارة الشؤون الاجتماعية)، لتحقيق آمال ذوي (أفتا)، وتوفير الخدمات الصحية والتربوية لهم؛ لكي يصبحوا مبدعين وأعضاء فاعلين في المجتمع تنفيذاً للقرار السامي. تدريب المعلمين وبينت أن الجمعية قدّمت مذكرة تفاهم لوزارة التربية والتعليم تطلب فيها أن تصبح شريكاً مسؤولاً في العملية التدريبية لتأهيل المعلمين والمعلمات على كيفية التعامل مع ذوي (أفتا)، ولا تزال المذكرة تدرس من قبل الوزارة، مضيفةً أن الجمعية تأمل المشاركة في مشروع "تطوير" فيما يخص تدريب وتأهيل المعلمين للتعامل مع ذوي (أفتا)، حيث إنّ نسبة كبيرة من طلبة المدارس يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما أن المعلم المؤهل على التعامل مع أطفال (أفتا) قادر على التعامل مع كافة التصرفات التي تصدر عن تلاميذه المصابين بالاضطراب، مؤكدةً على أن الأساليب التدريبية التي تتبعها الجمعية في تدريب الأكاديميين والتربويين والأهالي هي فنون التعامل الصحيح في المنظومة التربوية. مشروعات قادمة وأشارت إلى أن جمعية (أفتا) ستقيم مشروعات عديدة قادمة لتخفيف معاناة ذوي (أفتا)، ورفع مستوى الوعي وتحسين الخدمات المقدمة للمصابين بالاضطراب، منها: مشروع "عبقري" الذي ترافقه حملة توعية منظمة لمدة ثلاث سنوات، ومشروع تدريب أطباء الأطفال وطب العائلة لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة في مختلف مناطق المملكة لذوي (أفتا) بالشراكة مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وهذه المشروعات ستحقق الأهداف المرجوة من خلال التعاون والشراكة بين جمعية "أفتا" والوزارات المعنية. فئة عبقرية مؤثرة وشددت "د.يماني" على ضرورة الالتفات إلى هذه الفئة ومنحها اهتماماً أكبر كونها فئة عبقرية مؤثرة، موضحة أنه لا يوجد في المملكة أطباء مؤهلون وكافين لتشخيص وعلاج المصابين، مقابل تزايد مستمر في نسبة الإصابة بالاضطراب إذ بلغت (15.5%)، وهي نسبة عالية مقارنة بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى، وتمثّل ثلاثة أضعاف نسبة الإصابة العالمية، وبلغت نسبة العاجزين عن إكمال المرحلة الثانوية بسبب فرط الحركة وتشتت الانتباه (30%) ولهذه النسبة المخيفة أشدُ التأثير على أمن واقتصاد المملكة جراء إهمال هذه الفئة الذي يجرهم إلى العنف وإدمان الحشيش والمخدرات والتي تقف خلف المشاكل الاجتماعية والأمنية، وأن المملكة لا زالت بحاجة إلى تأهيل المجتمع للتعامل مع المصابين بهذا الاضطراب. القطاع الخاص وأكدت على أهمية مشاركة القطاع الخاص من خلال تقديم الدعم المالي، وتمويل الأبحاث والدراسات الخاصة، إلى جانب رعاية ودعم المؤتمرات والملتقيات العلمية التي تنظم بهذا الخصوص، وضرورة تعريف الغرف التجارية بالمملكة لرجال الأعمال بالجهود التي تؤديها الجمعيات والمؤسسات والمراكز المتخصصة لخدمة هذه الفئة، وكذلك العمل على تقديم الدعم اللازم لأنشطتها، مع تشجيعها المدارس الأهلية لتبني برامج لرعاية ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه، وكذلك توفير فرص وظيفية تتناسب وقدراتهم، وتسهيل وتنسيق إعطاء التراخيص اللازمة لفتح مراكز خاصة بهذه الفئة. تعريف الإصابة وفرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب عصبي بيولوجي يصيب الذكور والإناث؛ نتيجة الزيادة في إفرازات كيميائية في خلايا الدماغ التي تؤدي إلى خلل في وظائفه، وبالتالي تؤثر سلباً على سلوك المصاب وانتباهه وتحصيله إلى جانب تفكيره، حيث يظهر سلوكيات غير طبيعية مقارنةً بالأشخاص العاديين، ومن تلك الخصائص والصفات القلق والاضطراب وشد الأعصاب في الغالب، بالإضافة إلى الانطوائية والخجل وسلبية الطبع، وكذلك الابتعاد عن مواجهة الآخرين، وصعوبة متابعة التوجيهات والإرشادات الموجهة له، وضعف الذاكرة، إلى جانب صعوبة التركيز لفترة طويلة، وسرعة تشتت الانتباه بأي مثير خارجي، وعدم القدرة على الانتباه للتفاصيل الدقيقة، مع كثرة الكلام والحركة والتململ أثناء الجلوس، والاندفاع والتهور وسهولة الإثارة، ومن الصفات أيضاً الافتقار إلى القدرة على ضبط السلوك، والانتقال من نشاط إلى آخر قبل الانتهاء من النشاط الأول، وتذبذب المزاج وسرعة تقلبه، كذلك عدم القدرة على التعبير عن رأيه الشخصي بوضوح، والتهور وسرعة الغضب، والافتقار إلى المهارات الاجتماعية، مع وجود صعوبات في التعلم، وانخفاض الاستجابة والتفاعل مع الحوافز أو التخويف. جمعية غير ربحية وجمعية دعم المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفتا) جمعية غير ربحية؛ تكونت كمجموعة من المهتمين بدعم المصابين ب(أفتا) في شهر يوليو من عام 2004م تحت إشراف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وتضم مجموعة من المتخصصين كأطباء وتمريض وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وتربويين وأهالي وأسر المصابين وغيرهم من المهتمين، وأصبحت جمعية رسمية بتأسيس جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية عام 2008م. وتهدف الجمعية إلى نشر الوعي بين فئات المجتمع؛ خصوصاً (الأهالي والتربويين والأخصائيين) عن اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه والطرق السليمة للتعامل معه، وتحقيق ضمان حقوق ذوي افتا (اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه)، والذي يضمن توفير بعض الخدمات اللازمة لهم، وإنشاء مراكز وعيادات تخصصية شاملة لتشخيص وعلاج حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتيسير عمليتي التشخيص والعلاج لذوي (أفتا)، وإعداد قاعدة معلومات شاملة عن المختصين وذوي الخبرات في مجال تشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وإصدار البحوث والدراسات العلمية التي تخدم المهتمين بهذا الاضطراب في عدة مجالات.