كان هناك بحارة عددهم بما يقارب ال10 وكانت سفينتهم دائمة الترحل والتنقل. وفي يوم ماطر وعاصف واجهت السفينة عواصف هائلة وظروفاً جوية صعبة أفقدت قائد السفينة القدرة على مواصلة الإبحار، مما أدى إلى انقلاب السفينة وغموض مصير من كان فيها.. وفي صباح اليوم التالي استيقظ قائد السفينة وهو على شاطئ إحدى الجزر. جلس يتأمل البحر ويتذكر ما حصل معهم أمس.. بعد ذلك أصبح يبحث عن أي شيء في الجزيرة فوجد أشجاراً مثمرة أكل منها، لكنه لم يجد أي آثار للحياة عليها فقرر بناء كوخ ليؤيه لفترة معينة وقد كان حزيناً لما حصل معه ودائم التذمر والشكوى ومحاولاً أن يتأمل البحر عسى أن تكون هناك سفينة تراه وتنقذه. وفي أحد الأيام استيقظ وذهب لجلب بعض الثمار وقد أشعل النار تحضيراً للطبخ.. وبعد فترة قصيرة عاد ولكنه رأى الكوخ يحترق ولم يبقَ أي شيء منه علماً أنه أخذ وقتا وجهدا في بنائه.. جلس من الصدمة وبكى بأعلى صوت وهو يردد.. لماذا حصل هذا؟ ألا يكفي أنني وحيد؟ ألا يكفي أنني ضائع هكذا؟ ويبكي.. ويبكي.. ومن شدة البكاء والألم دخل في نوم عميق وفجأة استيقظ من الماء التي ارتشت على وجهه.. وإذ هم أصدقاؤه البحارة فصدم هو من هذا وسألهم كيف وصلوا إليه وعرفوا مكانه فقالوا له وجدنا سفينة وأبحرنا بها وعندما مررنا بهذه الجزيرة رأينا دخاناً يتصاعد فعرفنا أن هناك أناساً فيها. ابتسم وضحك بشدة فقد كان حرق الكوخ سبباً في نجاته. «حتى الألم الذي نشعر به بحياتنا يوجد خلفه فائدة عظيمة»