قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إنه يتطلع إلى «اجتماع جيد» بين ايران ومجموعة «5+1» خلال لقاء وزير الخارجية الايراني جواد ظريف مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا والمانيا والولاياتالمتحدة وروسيا والصين، لبحث ما يمكن فعله لمعالجة مسألة تطوير ايران لقدراتها النووية. وسيكون الاجتماع الأول بين وزيري خارجية ايرانوالولاياتالمتحدة منذ انقطعت العلاقات بينهما في أعقاب الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 باستثناء لقاء مقتضب في مايو 2007. وجلوس وزيري خارجيتهما إلى طاولة مفاوضات واحدة أمر غير معتاد، لأن واشنطن لا تربطها علاقات دبلوماسية بطهران منذ عام 1980. وردا على سؤال حول ما يحتاج أن يسمعه من الايرانيين لاظهار جديتهم في معالجة هذه المخاوف قال كيري للصحفيين في مستهل اجتماعه مع نظيره الصيني وانغ يي : «سأبلغكم بعد أن يظهروا جديتهم». وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الايرانيين سيكونون جادين قال كيري : «سنعقد اجتماعا جيدا.. أنا واثق». ويثير لقاء المجموعة آمالا كبرى نظرا للهجة التصالحية التي تبناها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الذي أعلن أنه قادر على معالجة أزمة الملف النووي لايران في غضون 6 أشهر. وأكد إنه يملك كامل الصلاحيات لعقد اتفاق مع القوى الكبرى. وأوضحت كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان الاجتماع يتضمن «مناقشة قصيرة» وانها ستلتقي بظريف بعد ذلك في جنيف في أكتوبر لعقد أول سلسلة من المفاوضات في العهد الجديد في ايران. وقال دبلوماسيون غربيون : إن اللقاء على هامش الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة سمح لوزراء الدول الست الكبرى ان يذكروا بوجود «عرض على الطاولة» نتج عن الاجتماع الاخير مع ايران في الماتي بكازاخستان في ابريل وبقي حبرا على ورق حتى الآن. كما سيؤكدون ان اي عرض ايراني سيتم درسه «بعناية». وشدد الوزيران الأميركي والصيني على أهمية ان تقوم ايران «بالرد» على العرض المطروح أمامها بخصوص ملفها النووي. غير ان الدبلوماسيين أشاروا الى ان حتى أمس «ليس هناك اي اختراق». مؤكدين انه «إن كان هناك أدنى فرصة فسوف نغتنمها». وقد التقى ظريف مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء في مقر الأممالمتحدةبنيويورك، حيث التقطا الصور ثم اجتمعا منفردين. وقال ظريف عقب اللقاء : إن بلاده مستعدة للتفاوض بجدية ولديها الإرادة السياسية للقيام بذلك. وأعلن ظريف على موقع تويتر : «لدينا فرصة تاريخية لتسوية المسألة النووية» لكن «على الدول الست تعديل موقفها ليتناسب بشكل أفضل مع النهج الايراني الجديد». وأبدى كل من الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الايراني حسن روحاني من منبر الأممالمتحدة الثلاثاء عزمهما على إعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي الايراني. وقال اوباما في كلمته : «قد يبدو من الصعب جدا تجاوز العقبات، إلا انني مقتنع بانه لابد من تجربة الطريق الدبلوماسية». مطالبا في الوقت نفسه ب «خطوات شفافة يمكن التحقق منها». من جهته ألمح روحاني - الذي خاض في الايام الاخيرة حملة تودد حقيقية لاسيما عبر وسائل الإعلام الاميركية - الى امكانية تسجيل تقدم في العلاقات بين البلدين، زاعما أن بلاده «لا تشكل خطرا على العالم» ولا على المنطقة. وفي مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست الاربعاء أعرب روحاني عن امله في توقيع اتفاق بشأن الملف النووي خلال «ثلاثة الى ستة أشهر». موضحا ان ايران تريد تسوية هذه المسألة «خلال الاشهر المقبلة وليس السنوات المقبلة». وردا على سؤال عما اذا كان مرشد الجمهورية الايرانية علي خامينئي أعطاه صلاحية لحل المسألة، أجاب روحاني بان «حكومتي لها كامل السلطة لاجراء المفاوضات حول النووي». وقال ايضا «اذا اعترف الغرب بحقوق ايران فلن يكون هناك اي عائق أمام الشفافية التامة الضرورية لتسوية هذا الملف». موضحا ان مثل هذا الاتفاق من شأنه ان يتيح اقامة علاقات طبيعية محتملة مع الولاياتالمتحدة. ودان روحاني «جرائم النازيين بحق اليهود» على خلاف سلفه محمود أحمدي نجاد الذي أنكر من على منبر الاممالمتحدة وقوع المحرقة مضيفا ان هذه «الجريمة» لا تبرر «الاحتلال» الاسرائيلي «المدان» ايضا. وفي مشهد لم يتكرر منذ العام 2005، تصافح الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والايراني حسن روحاني الثلاثاء قبل ان يبحثا في الأممالمتحدة البرنامج النووي الايراني والوضع في كل من سوريا ولبنان.