الأنبار - بغداد - نصير النقيب: طالب معتصمو الأنبار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والكتل السياسية، التي وقعت وثيقة السلم الاجتماعي، بتقديم الضمانات الكفيلة بتطبيق ما تعهدوا به، وبينوا أن من أهمها تنفيذ مطالب المعتصمين، وإيقاف تهجير أهل السنة واستهدافهم، ولجم المليشيات. وأكد المعتصمون استمرار حراكهم الجماهيري لحين تحقيق أهدافهم. وقال مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي ل(الجزيرة) إن ساحات الاعتصام في الأنبار وباقي المحافظات الست الثائرة تطالب المالكي والكتل السياسية التي وقعت وثيقة الشرف في العاصمة بغداد بتقديم ضمانات واضحة لصدق نواياهم. مشيراً إلى أن المالكي وحكومته وقعوا من قبل الكثير من الاتفاقيات والمواثيق، وعقدوا العديد من الاجتماعات، وأرسلوا بعثات لا تعد ولا تحصى من لجان خماسية وسباعية وغيرها، من دون أن يتمخض ذلك عن تنفيذ شيء على أرض الواقع؛ لأنهم غير صادقين في كلامهم أمام شعبهم. وأضاف الرفاعي بأن الضمانات التي ينبغي تقديمها من قِبل المالكي وأتباعه تتضمن محاسبة عصائب أهل الحق ومليشيات إيران التي تقتل الأبرياء، ومحاسبة من قام بتهديد عشائر السعدون في البصرة وذي قار وتهجيرها، وإيقاف المداهمات والاعتقالات العشوائية، وإطلاق سراح الأبرياء؛ لنكون على يقين بأن وثيقة الشرف ستطبق فعلاً. داعياً إلى منع الاستعراضات المسلحة للمليشيات في بغداد والمحافظات، وأن يطبق قرار حصر حملها بالدولة. وكان قادة العراق قد عقدوا في القصر الحكومي وسط العاصمة بغداد المؤتمر الوطني للسلم الاجتماعي الذي دعا إليه نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، بحضور رئيسَي الحكومة نوري المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، في حين غاب عن المؤتمر زعيم القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وتمخض المؤتمر عن توقيع وثيقة شرف لحل الأزمة السياسية المزمنة التي تشهدها البلاد منذ الانتخابات التشريعية الماضية سنة 2009، ووقعت الرئاسات الثلاث على وثيقة الشرف. كما أكدت الرئاسات الثلاث في العراق أن المقاطعين لمؤتمر السلم الاجتماعي سيتم التواصل معهم لإقناعهم بالتوقيع على وثيقة الشرف، فيما أعرب الموقعون على الوثيقة عن أملهم بأن تخرج الوثيقة إلى أرض الواقع. وقال نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي في مؤتمر صحفي عقده مع رئيسي مجلس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وعدد من قادالقوى السياسية عقب التوقيع على وثيقة الشرف، وحضرته (الجزيرة): إن التوقيع على وثيقة السلم الاجتماعي استغرق أشهراً عدة من المباحثات من أجل صياغة هذه الوثيقة. متمنياً من الموقعين عليها احترام تواقيعهم؛ لأن الشعب سيحاسبهم إذا نقضوا هذا العهد. من جهته هاجم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي سياسة الحكومة وإجراءاتها الأمنية، واتهمها بالفشل في توفير الحماية للمساجد ودور العبادة وعشائر السعدون في الجنوب، والكيل بمكيالين بشأن مطالب المتظاهرين، فيما حذر من إهمال وثيقة الشرف التي ستوقع بين القوى السياسية اليوم، وسيكون المسمار الأخير في نعش التفاهمات بين الكتل السياسية. أمنياً، أفادت مصادر طبية في صحة صلاح الدين بأن حصيلة الانفجار الذي استهدف مسجد جنوبي قضاء سامراء جنوبي تكريت ارتفعت إلى 49 قتيلاً وجريحاً، وبلغت حصيلة تفجير العبوتين الناسفتين اللتين استهدفتا مسجد مصعب بن عمير جنوبي قضاء سامراء 18 قتيلاً و21 جريحاً.