الارتباط بامرأة أخرى ليس (نزهة أو نزوة) تأتي مع رشفة شاي، إنه مصير جاد ومشترك بين رجل وامرأتين، يحتاج إلى إقدام وشجاعة ومعرفة تامة بمقتضى الحال، حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه؟! لي صديق (بيمبرمبه المثل) على رأي اللمبي، قرَّر في ساعة صفاء ولهفة الارتباط بزوجة ثانية، بعد أن زاغ بصره، واشتد عضده، فالمال والصحة أساس الحياة، وجميع أصدقائه معدِّدون مثنى وثلاث، ليصعد صاحبنا فوق أعلى صخرة في استراحة المتقاعدين ويصرخ بأعلى صوته: (دقت ساعة التعدد.. إلى الأمام)! بالفعل تقدَّم صاحبنا إلى الأمام خطوة بعدما حدّد وجهته بالدرجة والعقدة على طريقة (الكابتن نامق) قاطع الفيافي والبحار، وهو يلوح في مقعد الطائرة المغادرة إلى أقصى البلاد العربية غرباً (بورقة تصريح نظامية) للزواج من الخارج، وثلة من المعدِّدين السابقين يرافقونه ليدلوه على مواطن السعادة، ويزيِّنوا له حسن (عمله)! بالفعل تعرَّف على أسرة كريمة، ووافقوا على طلبه يد ابنتهم العشرينية، وهو صاحب كرش في الخمسين، وقد تساقطت فروة رأسه من كثرة (الحك والتفكير) وهو يجيب على اتصالات زوجته الأولى، ليعود بعروسه للوطن وكأنهما (كناري)! مقتضى الحال وكما هو معمول به من (المعدِّدين السابقين) يتطلب تجهيز (شقة جديدة)، بمثابة (عش طيور) مصنوع من اليقطين، يدلف إليه (فتى العشة) كلما أحتاج لمأوى يقيه عثرات وغثاثة (عجوز) صبر عليها سنين! ولأن الأمر تم (دون تخطيط)، واستجابة لشهوات التقليد ونزوات القدرة، سقط القناع مع أول هزة، فبعد أن سافرت العروس في أول إجازة إلى أهلها للفرحة بحصول (الحمل) الذي لم يكن الزوج يرغبه في هذا الوقت، اكتشفت الزوجة الأولى الأمر، لتتلقى العروس الحامل اتصالاً من (أسدها) و(ليثها) يخبرها أنها طالق.. طالق.. طالق، شرطاً لبقاء أسرته دون تفكيك وهو أب لأبناء وبنات! ولكن ماذا عن الطفل في أحشاء العروس؟! إنها قصة أخرى لم تكتمل فصولها بعد، ومأساة جديدة لم يطل بطلها برأسه على الدنيا حتى الآن؟! تلك هي حكاية صديقي الذي عاد لرشف الشاي في (استراحة الشجعان) مجدِّداً وكأن شيئاً لم يكن، فيما نحن نرتقب مُعدّد آخر (غير شجاع) يصعد الصخرة ويصرخ (إلى الأمام)! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]