المسؤولون عن المنتخب من جهاز إداري وتدريبي فضلا عن إتحاد كرة القدم يمرون بوضع حرج لا يحسدون عليه .. بعد أن حل المنتخب في المركز الأخير في الدورة الدولية الودية التي نظمها مؤخرا.. عقب أن تلقى خسارتين وبرصيد صفر من النقاط .. @ منذ عدة أعوام والمنتخب يقف عاجزا عن الخروج من النفق المظلم الذي دخله وابتعد فيها عن المنافسة على كأس القارة الآسيوية .. وفشل على غير العادة في التأهل للمونديال مرتين.. @ حزمة عوامل متشابكة ومتداخلة قادت إلى هذا الوضع المزري .. منها فشل نظام الاحتراف وإهمال للفئات السنية ( مؤخرا فيه اهتمام بتلك الفئات ) وانكماش في حجم المواهب ونوعيتها .. وتقادم في نوعية المنشآت الرياضية .. وعوامل أخرى .. وهذه يمكن معالجتها في زمن ليس بالقصير .. @ ولكن سأتطرق لعامل هام في تدهور المنتخب وهو الإعلام الرياضي .. وهو العامل المزمن .. وليست المعضلة فقط في هذا العامل .. الإشكالية الأكبر التي تبقي هذه المعضلة عالقة .. أن الإعلام الجيد يؤخذ بجريرة الإعلام الرديء ويوضعان بسلة واحدة .. ولا أقول إعلام جيد بشكل مطلق .. ولكن من ناحية نسبية إعلام أفضل وأكثر عقلانية من إعلام آخر .. @ سنتطرق لبعض الجزئيات والأمثلة لندلل على أن الإعلاميين ليسوا في الهوى سوى .. فهناك إعلام أكثر رزانة وعقلانية وموضوعية من إعلام آخر .. @ لنتطرق إلى الكابتنية بالمنتخب .. هل سمعتم في الآونة الأخيرة أي نقاش أو جدال أو أزمة حول ( الكابتنية ) .. بالطبع لا .. لأن الكابتن ليس لاعبا هلاليا .. لذا فالأمن مستتب والأمور مستقرة .. لكن ماذا لو كان ياسر الكابتن أو أي هلالي آخر .. تعلمون ماذا سيفعلون وكيف سيولولون وينوحون .. @ وبالمناسبة فافتعال الأزمات حول (كابتنية المنتخب) ليس أمرا حادثا .. فقبل 30 عاما وفي صبيحة المباراة النهائية على نهائي كأس آسيا بسنغافورة .. نشر تصريح لرئيس ناد في ذلك الوقت بجريدة (عكاظ) .. ينتقد كون صالح النعيمة كابتنا للمنتخب ويتهكم به .. ويطالب بسحب الكابتنية منه .. إذن هي ثقافة متوارثة .. كابراً عن كابر.. @ نقطة آخرة .. عندما ظهر المنتخب ب (بدل تدريب) أو بدل سفر لونها رمادي .. هاجت جموعهم وهاجموا المنتخب ومسؤوليه ووصفوه ب (المنتخب الكحلي) .. @ واضطر مسؤولو المنتخب إلى استبدالها ب( بدل تدريب) بلونين أصفر وأسود مع الأبيض .. ولم نسمع أحدا انتقد واعترض أو يقول ( المنتخب الأسود) .. @ عندما يضم لاعب للهلال يقال إنه موعود بالمنتخب .. وقالوا هذا عن عيسى المحياني .. مع أن عيسى لم يضم للمنتخب بعد انتقاله للهلال .. وفور انتقاله للأهلي وقبل أن يلعب مع فريقه الجديد تم ضمه للمنتخب !! @ المهاجم الخطر ناصر الشمراني استبعد بعد أن انتقل للهلال .. ولو كان انتقاله لنادي آخر لقالوا .. استبعد لأنه لم يوافق على الانتقال للهلال .. @ الهداف يوسف السالم عندما كان بالاتفاق .. لم يكن يثار حوله أي كلام كلاعب منتخب .. عندما انتقل للهلال يتم الاعتراض على ضمه للمنتخب بحجة إنه لاعب احتياط .. مع أنه صاحب آخر هدفين للمنتخب في مباراة رسمية .. @ واللعب أساسيا في الهلال ليس سهلا .. لأن الهلال يلعب 154 .. أي بمهاجم حر .. ومنافس يوسف بالهلال هو ناصر الشمراني المهاجم الأبرز في الملاعب السعودية حاليا .. ويوسف الاحتياط بالهلال لو كان في ناد آخر لكان أساسيا على الفور .. @ هل قرأتم إعلاميا طالب بضم لاعب هلالي للمنتخب.. حتى وهو يستحق .. أو يجعل منها مشكلة وقضية القضايا ..؟! .. بالطبع لا .. واستبعاد ناصر الشمراني لم يصنع ردود فعل إعلامية .. لأنه بالهلال .. فشريحة إعلامية سعيدة باستبعاده .. والشريحة الأخرى المتزنة المتعاطفة مع ناصر الهلالي تقول .. ( ناصر زندك ولا مت) .. تستطيع فرض نفسك بموهبتك وأهدافك .. وتعود للمنتخب. @ لم يسبق وأن سمعنا بقضية مفتعلة حول استبعاد لاعب هلالي من المنتخب .. وهي قناعة أن اللاعب الموهوب قادر على أن يفرض نفسه على المنتخب .. وإن فشل فهو لا يستحق المنتخب .. @ الهلال يتميز أنه يساعد اللاعب على الظهور والانتشار .. كونه غالبا طرفا في النهائيات والمباريات الكبيرة .. فيكون اللاعب المميز تحت الأضواء .. مما يمنحه نقطة تميزه عن لاعبي الأندية الأخرى .. ويجعله تحت أنظار مدربي المنتخب والمسؤولين.. @ ولعلكم تتذكرون كم صنعوا من أزمات ومشاكل بسبب عدم ضم فلان أو علان .. مع العلم أن المدربين خصوصا الأجانب يبحثون عن لاعبي الأندية الكبيرة أندية البطولات والذهب.. لأن لديهم ثقافة الفوز والانتصار .. أما من لم يذق طعم البطولات في ناديه .. فهو متشبع بالروح الانهزامية وسينقلها معه للمنتخب .. ومن لم ينفع فريقه ويقوده لبطولة فلن ينفع المنتخب .. @ أعجبتني تغريدة قرأتها مؤخرا .. تلخص عقدة هؤلاء الشائكة مع المنتخب .. وعقدتهم من لاعبي الهلال .. إذا ضم لاعب هلالي قالوا (جاملوه) إذا لم يضم قالوا (يريحوه) .. وإذا لم يضم لاعب فريقهم قالوا (حطموه) .. وإذا ضم قالوا حتى (يرهقوه) .. @ هل من أحد يعلم أن مدير المنتخب والمشرف عليه هو الأستاذ سلمان القريني .. اللاعب السابق ومدير كرة القدم بالنصر لسنوات .. بالطبع الكثير لا يعلم .. لكن لو كان سلمان هلاليا .. لشنت الحملات تلو الحملات وحمل إخفاقات المنتخب .. ولأتهم بالعبث بالمنتخب وأنه يجامل ويحابي لاعبي ناديه!! @ ومهما يكن من أمر .. فحال المنتخب لن يتعافى تماما أن لم يلجم هذا الإعلام المخرب .. وهذا صعب جدا .. خصوصا أنه إعلام مسيطر تماما على الفضائيات والقنوات والبرامج الرياضية .. حتى القناة السعودية الرسمية.. يعبثون بها .. فنفوذهم واسع وكبحهم ليس بالأمر السهل .. لأنهم متغلغلون بعمق في الأقنية والبرامج والفضائيات .. ولو كان المنتخب رجلا ونطق .. لقال (ياليل ما أطولك) حسابي في (تويتر).. @salehhenaky