في كلِّ معترك تنافسي تختلف طموحات وأهداف ومطامع المتنافسين بناءً على مكتسباتهم وعلى إرثهم التنافسي الذي هو في حقيقة الأمر يتمثَّل بآخر درجة تَمَّ بناؤها في سلم الإنجاز التي تخوّل لصانعها الوقوف عليها بثبات ليتمكن من صنع درجة أخرى في مستوى أكثر علوًا وارتفاعًا. فإن كان هنالك خللٌ في تلك الدرجة أو اهتزاز يمنع (الحالم) من تجاوزها، فإنّه سينشغل بإصلاحها أو إعادة بنائها من العدم، في حين أن منافسه قد بلغ مراحل أعلى من الاستقرار التراكمي شاخصًا بنظره للأعلى طامحًا بالمزيد، متجاهلاً من خلفه حتَّى وإن علا ضجيجه. وقد نرى بين الحين والآخر أشخاصًا يقفزون قفزات هائلة من القاع إلى القمة، ولكن نظرية جاذبية الأساس التنافسي ستعيده لمكانه بنفس سرعة وقوة انطلاقته للأعلى ولكن بالاتجاه المعاكس. ففي معترك تنافسنا الكروي يبرز الهلال كحالة استثنائية (تنافسيًا)، فإنَّ لم يكن بطلاً فهو وصيف، وإن لم يكن وصيفًا فهو منافس وخطر محتمل إلى آخر رمق. وهذا الوصف ليس مُجرَّد تغزل بكبير القوم، بل هو واقع تسرده لنا أرقام التاريخ التنافسي السعودي والخليجي والعربي والآسيوي الذي عاصره الهلال. فعبارة (الهلال ثابت والبقية متحرّكون) يمكن التأكَّد من حقيقتها عبر تقليب صفحات الإنجاز ليس إلا. ولكن هذا التفرّد غير المسبوق لا يمكن التسليم به كواقع ثابت من قبل منافسي الهلال، فالتلحف بملاءة المؤامرة والأيدي الخفية يظل بلا شكَّ أكثر دفئًا وراحة من التعرّي أمام واقع الأمر ومكاشفة الذات. فلم العناء والأعذار جاهزة؟ تلك الأعذار التي ترسخت في أذهان المتابعين جميعًا كانت بذرة تعصب وتقاعس (في ذات الوقت) غُرِست في زمن (الظواهر الصوتية) التي استطاعت تبرير كل فشل لها بسبب تلك الأيادي الخفية التي تهضم جهود وحقوق الجميع لتضعه على طبق من ذهب كلقمة سائغة ل(فريق الدلال) و(فريق الحكومة) و(فريق اللجان) و(فريق التحكيم) و(فريق النفوذ) الهلال. هل رأيتم كم هي كثيرة تلك الألقاب التي حاولت النيل من مكتسبات الهلال؟ هل رأيتم اختلاف طرق المحاباة التي يتهم بها الهلال التي تختلف دومًا باختلاف المنافس وإن كان مصدرها واحدًا؟ فلو سلّمنا جدلاً بصحة كل ما سبق، فهل من المنطق أن تخرج أيّ بطولة من كنف الهلال باجتماع كل (قوى الشر) الزرقاء تلك؟ في حين أنك عندما تسأل من يتغنى بالاتهامات الآنفة الذكر: متى حصلت تلك الفواجع التحكيمية؟ يذكر لك حادثتين أو ثلاثة لا يحيدون عنها جميعًا، ثمَّ يكملها بمقولة: (وغيرها كثير، بس ما نبي نطلع الفضايح)!! ألم تملّوا تلك الأسطوانة القديمة؟ ألم تخجلوا من كثرة التكرار السمج للمظلومية الزائفة؟ ألا تقفون مع أنفسكم وقفة تأمّل صادقة لتتفكروا في كيفية وصول الهلال لهذه المرحلة من التفرّد المنجزي، ليس طمعًا لاستنطاقكم بتفوق الهلال، بل لإصلاح دواخلكم والعمل على رفعة أنديتكم التي ستتغنون بها كثيرًا متى أنجزت ونجحت وتفوقت. لنقوم جميعًا بهذه التجربة البسيطة (ولو لمرة واحدة) أن نعترف بتفوق الهلال التراكمي ولنبحث عن طريقة للتفوق عليه حبًّا في أنديتنا جميعًا وفي رياضتنا ككل. فهل نحن فاعلون؟ بقايا.. - يعيّرون الهلال بلقب (فريق الحكومة)، ثمَّ يجردونه من لقب (الملكي). فهل نحن في جمهورية أو سلطنة؟ أليس حكمنا ملكيًا؟ أليس للعقل وقفة في حضور التعصب؟ - بدأت الحملة على الهلال مبكرًا جدًا هذا الموسم، فالاحتقان لم يبدأ ببداية الموسم، بل كانت بدايته الفعلية بإعلان تولّي سامي الجابر زمام الأمور الفنيَّة في الهلال. (هلال وسامي مرة أخرى؟ أما لهذا الكابوس من نهاية؟) - عجائز الإعلام الرياضي لازالوا موغلين في الحقِّد والتعصب، واستمرار تواجدهم هو حجب ل(رياح) التغيير الإيجابيّ في رياضتنا. (كلما ازداد شعرك شيبًا، ازدادت صبيانيتك تعصبًا) والله عيب. - خسر الاتحاد والاتفاق وتعادل النصر والأهلي والسبب هو اللوبي الأزرق الذي يتحكم بكلِّ مفاصل الحياة. ليت هذا اللوبي الأزرق (بكل هذه القوة المرعبة) يستلم قضايا الدول العربيَّة ليستتب الأمن والأمان من المحيط إلى الخليج. خاتمة.. حَسَدوا الفَتى إِذْ لَم يَنالوا سَعيهُ فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها حَسدًا وَبَغيًا أنَّه لَدَميمُ (أبو الأسود الدؤلي) Twitter: @guss911