ستنطلق المنافسات الرياضية قريباً وسيعاود اللاعبون الركض على المسطحات الخضراء بعد معسكرات داخلية وخارجية وبعد صفقات أبرمتها إدارات الأندية قد ينجح من ينجح ويفشل من يفشل ومعها سترتفع وتيرة الحماس بين الجماهير، ولن أذهب للحديث بعيداً وسأكتفي بالحديث عن النصر وجماهير الشمس وعن الهلال وجماهير الموج الأزرق كما يحلو لمحبي الفريقين ومن دون مبالغة هما الأكثر شعبية في محافظة الخرج مع التقدير لجماهير الأندية الأخرى. مع دخول الرياضة السعودية مجال الاحتراف والخصخصة وارتفاع مبالغ صفقات الناديين إلى الخيال كان من المفترض أن ترتفع معها ثقافة معظم الكّتاب والناقدين ومشجعي الناديين إلى التشجيع الراقي بعيداً عن التراشق بالكلمات البعيدة عن الأخلاق والروح الرياضية ولكن الملاحظ هو ارتفاع وتيرة الحماس والتعصب مؤخراً بين جميع الأطراف وما يشعل فتيل هذا التعصب هو تخصيص كل نادي قناة فضائية خاصة تبث اللقطات التي تمّجد فيها فريقها وتتغنى ببطولاته وتقلل من الفريق المنافس مع منح كل لاعب لقب يميزه عن غيره من اللاعبين مثل القناص في الهلال والذابح في النصر حتى أصبح فلذات أكبادنا ينظرون لهؤلاء اللاعبين بأنهم قدوة لهم. لقد وصل التعصب بمعظم جماهير الناديين التدخل في شؤون النادي الآخر وتمّني الهزيمة للمنافس قبل أن يتمنى الفوز لفريقه مع التشكيك في ذمم حكامنا السعوديين في المباريات التي جمعت بين الناديين ومنهم أبناء محافظتنا الحكم مطرف القحطاني والحكم سعد الكثيري إلى أن تم الاستعانة بحكام أجانب ومع ذلك لم تسلم ذمم الحكام الأجانب من هذا التعصب، هذا عدا اختلاف الأصدقاء في الاستراحات والزملاء في العمل والأخوة في البيت والزوج مع زوجته ولم يسلم أيضاً عمال النظافة في الشوارع والخدم في المنازل من هذا التعصب كل ذلك من أجل الدفاع عن ألوان النادي وعن اللاعبين، ولعلّي أطرح عدة تساؤلات هنا، هل يستحق فعلاً اللاعبين في الوقت الحالي أن نتعصب من أجلهم!! هل يستحق كل لاعب أن نذهب للملعب ونهتف من أجله!! هل فعلاً تفكير كل لاعب عندما ينزل إلى أرض الملعب تقديم أفضل ما لديه من أجلنا!! أتمنى أن تجد تساؤلاتي جواباً شافياً وإن كنت أتوقع بأن تفكير معظم اللاعبين هو متى سينتهي عقده حتى يساوم النادي على عقد جديد دون الولاء للنادي وجماهيره التي تحترق من أجله!!. قبل زمن الاحتراف كان اللاعب يلعب من أجل أن يستمتع ويُمتع في نفس الوقت وإذا رجعنا بالذاكرة للخلف قليلاً في عهد اللاعب صالح النعيمة واللاعب ماجد عبدالله نجد أن كل نادي يمتلك كوكبة من النجوم في الفريق الأساسي والاحتياط وجميعهم تدرجوا من فئة الناشئين وكل لاعب ينافس زميله على ارتداء قميص النادي وكان هّم اللاعب هو إرضاء الجماهير في المقابل كان الحماس والتشجيع ينتهي مع نهاية المباراة بعكس ما نشاهده الآن, أعتقد بأن علينا الوعي لحالنا وتوعية أبناءنا فقد نكسب الذنب ونشتم هذا الحكم وذلك اللاعب ونرتكب الحماقات ونخسر صداقاتنا ونصاب بارتفاع الضغط والسكر وندفع الثمن غالياً بسبب التعصب الأعمى وكل ذلك من دون أي مقابل، علماً بأن الهدف الأسمى من تأسيس الأندية الرياضية هو التنافس الشريف والاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي وليس الرياضي فقط. * كلام في الخاطر لقبت جماهير النصر فريقها بالعالمي نظراً لأنه أول فريق سعودي يمثل الوطن في بطولة كأس العالم للأندية ولقبت جماهير الهلال فريقها بالزعيم نظراً لأنه الفريق الأكثر حصداً للبطولات بين الأندية السعودية ولكن إذا كسر النصر حاجز بطولات الهلال فسيكون العالمي هو الزعيم ومن جهة أخرى إذا حقق الهلال بطولة كأس العالم للأندية سيصبح الزعيم هو العالمي. هل من الممكن أن يسلب كل فريق لقب الآخر؟ أم أن التعصّب سيجعل ذلك مستحيلاً!! دمتم بخير. خالد بن محمد الخميس (OMACO/M.V.P.I)