قبل يوم من أول تصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع القرار الذي يجيز للرئيس باراك أوباما التدخل عسكرياً في سورية، سعت روسيا استعادة زمام المبادرة في الملف السوري مقترحة أمس الاثنين وضع ترسانة سورية من الأسلحة الكيميائية تحت إشراف دولي، الأمر الذي سارعت دمشق إلى الموافقة عليه. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان دمشق لا تزال مستعدة للتفاوض على حل سلمي مقترحاً في الوقت نفسه على السوريين وضع مخزونهم من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه. وقال لافروف في تصريح مقتضب بعد ساعات قليلة على لقائه نظيره السوري وليد المعلم (ندعو القادة السوريين ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سورية من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن أيضاً إلى الانضمام بالكامل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية) . وأكدت الولاياتالمتحدة أنها تعتزم المتابعة مع روسيا للتأكد من ان الخطة التي تنص على تسليم الأسلحة الكيميائية السورية (ذات صدقية). وقال بين رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشبكة (ام اس ان بي سي) ان واشنطن لن تخفف الضغوط على دمشق وأنها تخشى ان يكون الأمر عبارة عن (مماطلة) . وقال رودس (اعتقد ان علينا ان نبقى على اتصال معهم (الروس) ومع دول أخرى لتقييم مدى جدية هذا الاقتراح) . ومشروع القرار الذي تبنته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأربعاء الفائت يلحظ تدخلاً عسكرياً في سورية لمدة ستين يوما يمكن تمديدها إلى تسعين يوماً ويحظر على الرئيس نشر قوات على الأرض. وإذا حاولت الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ تعطيل المشروع فعلى الديموقراطيين ان يؤمنوا أكثرية موصوفة من ستين صوتا من اصل مائة لتمريره وليس أكثرية مطلقة من 51 صوتا. ومن اصل مائة عضو، اعلن 24 عضوا حتى الآن تأييدهم لعملية عسكرية في سورية في حين عارضها عشرون ولم يعلن 56 عضواً موقفهم، وفق إحصاء أجرته صحيفة نيويورك تايمز أمس الاثنين. والكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ (52 عضوا ديمقراطيا وسناتوران مستقلان) منقسمة، وستحتاج في أي حال إلى دعم الديمقراطيين لتمرير المشروع. وإدراكا منه بأن الأمر يتعلق بمصداقية الولاياتالمتحدة وولايته الرئاسية نفسها سيقوم أوباما بحملة قوية لإقناع النواب الجمهوريين والديمقراطيين بالموافقة على هذه الضربة. وفي هذا الإطار سيدلي أوباما بستة أحاديث على الأقل لقنوات تلفزيونية يبدبثها مساء اليوم وذلك قبل ان يتوجه مساء الثلاثاء للأمريكيين. وفي أول تعليق من المعارضة على المبادرة الروسية اتهم رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس أمس موسكوودمشق ب (الكذب) و(الخداع) في المبادرة المتعلقة بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري. وحذر إدريس في اتصال هاتفي مع قناة (الجزيرة) التلفزيونية القطرية الأمريكيين من الوقوع في (شرك الخديعة والتضليل) . وقال النظام يريد ان يشتري ساعات ودقائق كي ينجو بجلده. (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم يعرف ان سيده ساقط لا محالة). وفي ختام حملة دبلوماسية في أوروبا فيما تعد الولاياتالمتحدة لضربات على دمشق قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس في لندن ان الحل للنزاع السوري يجب ان يكون سياسياً وليس عسكرياً.. وقال اثر محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ (دعوني أكون واضحاً ان الولاياتالمتحدة، الرئيس (باراك) أوباما، أنا شخصياً وغيرنا، متفقون تماماً على ان وقف النزاع في سورية يتطلب حلاً سياسياً ليس هناك من حل عسكري ليست لدينا أي أوهام بهذا الصدد.