كان بالإمكان الاكتفاء بالتعادل لضمان التأهل للمرحلة المقبلة، إلا أن نسور قرطاج خيبوا آمال محبي كرة القدم التونسية، وانسحبوا من تصفيات مونديال البرازيل 2014 بعد انهزامهم أمام ضيوفهم لاعبي منتخب الرأس الأخضر بهدفين لصفر أمام آلاف الجماهير التونسية، التي أصرت على مؤازرة أبناء المدرب نبيل معلول، لكن بلا جدوى. وبالرغم من الأسبقية التي دخل بها نسور قرطاج المباراة على أرضهم وأمام جمهورهم، باعتبار نتيجة المباراة الأولى في مدينة «برايا» خلال شهر يونيو 2012 انتهت بهدفين لتونس مقابل هدف وحيد للرأس الأخضر، إلا أن لاعبي المنتخب التونسي بدوا خلال لقاء مساء السبت وكأنهم خارج المباراة أصلاً.قبل اللقاء كانت هناك عمليات شحن معنوية كبيرة للاعبين الذين وضع فيهم الجمهور الرياضي الواسع آخر آماله باعتبار الفوضى العارمة التي طغت على القطاع الرياضي عامة، وعلى كرة القدم خاصة؛ ما انعكس سلباً على الحضور الجماهيري المواكب للمقابلات؛ وبالتالي تدهور مداخيل الفرق الرياضية وإفلاس عدد منها. المحللون الرياضيون والمعلقون والمتتبعون للشأن الرياضي بتونس عامة، طالبوا باستقالة المدرب نبيل معلول الذي لم يقدم عطاء يوازي ما يتقاضاه من أجر ومنح لا تتماشى والظرف الاقتصادي كله، بل إن البعض شدد على ضرورة محاسبته قبل إقالته؛ لأن تصريحاته الإعلامية ووعوده الكثيرة تتجاوز بكثير إنجازاته المنعدمة. فبالرغم من أن الجمهور الرياضي كان يعلم علم اليقين المستوى المتواضع للمنتخب إلا أنه استمر في الحلم بالترشح لمونديال البرازيل، وراح يوزع الألقاب على نسور قرطاج حتى أضحوا كما قال أحد المعلقين بحسرة كبيرة «نسور بلا مخالب».والحقيقة أن اللاعبين كالمدرب يتحملون مسؤولية الانسحاب من سباق المونديال كاملة، وهم الذين لم تبخل عليهم البلاد بالمنح والهدايا والعطايا في ظرف اقتصادي حرج، فقد قدموا مباراة هزيلة، خرجوا إثرها من المونديال من الباب الصغير مطأطئي الرأس؛ ما جعل الجمهور الحاضر ليلة أمس الأول يشجع الفريق المنافس في العشرين دقيقة الأخيرة كردة فعل قاسية على هزيمة أقسى.