أكَّد المنتخب التونسي لكرة القدم أحقيته بالمركز الأول في ترتيب المجموعة الثانية من الجولة الثالثة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل وذلك إثر فوزه على المنتخب السيراليوني بنتيجة هدفين لهدف واحد. وبذلك تمكّن المنتخب من تعزيز صدارته للمجموعة بعدما رفع رصيده إلى 9 نقاط ليقترب كثيراً من بلوغ الدور التصفوي الأخير المؤهل للمونديال، فيما تجمد رصيد سيراليون عند خمس نقاط في المركز الثاني. وقال المتتبعون للشأن الرياضي التونسي، بأن المقابلة التي احتضنها ملعب رادس بالعاصمة تونس، كانت صعبة على المنتخب المضيف لعدة اعتبارات متعلقة بغياب التجسيم لمحاولات التهديف واستسهال المنافس والمبالغة في الثقة بالنفس. وقد أجمع خبراء الكرة على أن الفوز على منتخب السيراليون يعتبر مهماً لأنه سيكسب نسور قرطاج الثقة التي قد تعوزهم في مختلف اللقاءات القادمة، بالإضافة إلى أن انتصاراً كهذا من شأنه محو خيبة كأس أمم إفريقيا 2013 . والحقيقة أن المنتخب الضيف مارس طوال الشوطين ضغطاً كبيراً على مضيفه، حيث تميز لعبه بالاندفاع البدني المفرط وبتضييق المساحات أمام النسور الذين أهدروا عديد الفرص لمضاعفة النتيجة بسبب إخفاقهم في التصويب إلى المرمى السيراليوني. وكان المدرب التونسي نبيل معلول الذي يعتبر هذا اللقاء أول امتحان له على رأس المنتخب، أقر إثر المباراة بأن المباراة كانت صعبة مؤكداً أن الروح الانتصارية التي دخل بها لاعبوه المقابلة ساهمت بقسط وافر في تحقيق الفوز. واعترف المدرب الوطني بأن المنتخب ينقصه الشخصية الكروية في إشارة إلى غياب مهاجم قادر على التهديف كلما أتاح له زملاؤه الفرصة. من جهته، دعا اللاعب الدولي السابق خالد بدرة إلى مراجعة الخيارات الهجومية للمنتخب مبرزاً أن المنتخب السيراليوني لم يكن ذا وزن كبير، ولم يشكل هجومه أية خطورة تذكر، إلا أن المنتخب التونسي منح ضيفه ثقة في قدراته الفنية، حيث عرف كيف يتحكم في الكرة ويمتص ضغط النسور ويسجل هدفاً كان بالإمكان تفاديه. والملاحظ أن الحضور الجماهيري كان دون المستوى، حيث تابع اللقاء حوالي ثلاثة آلاف متفرج في حين وضع الاتحاد التونسي لكرة القدم بمعية السلط الأمنية 27 تذكرة على ذمة الجماهير إلى جانب السماح للأطفال والنساء بمواكبة المباراة مجاناً. إذن يمكن القول أن معلول نجح في أول امتحان وأصعب اختبار في انتظار استكمال بقية اللقاءات المبرمجة في نفس الإطار.