لا جدل في أن للإعلام سلطة لا تعادلها سلطة وقوة لا تنافسها قوة في كل قضية يدخل فيها الإعلام كمروّج لها أو منافح عنها، وإذا كان عدد الجنود في ما سبق يمثل القوة بالإضافة إلى الآلة الحربية وحداثتها تُعد الفيصل في حسم حرب ما، فإن الإعلام اليوم أصبح في المرتبة الأولى في الحسم إذ باستطاعته إقناع الناس أو أكثرهم بعدالة قضية ما وإن كانت بعيدة كل البعد عن العدالة. لذا فإن مسؤولية الإعلامي تتخطى كونه رجلاً يملك إدارة القلم أو (المايكرفون) أو العدسة فهو إلى جانب وجوب إلمامه التام باللغة والفكر والتقنية يفترض أن يتحلى بما لا يُرى بالعين المجردة حيث المركز الرئيس لتحريك كل هذه الأدوات، وأقصد هنا الضمير الذي يُحاسب صاحبه لأعلى أساس المصالح الشخصية والمطامع الزائلة، بل على قدر العدالة الحقيقية التي يطمئن تمام الاطمئنان إليها، ويضع رأسه على وسادته قرير العين لأنه قدم ما يوافق قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر وَالْبَغْي يَعِظكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. وتزداد مسؤولية الإعلامي جسامة حين يدرك تمام الإدراك أن المتلقي غالباً لا يدقق كثيراً في مدى مصداقية ما يطرحه الإعلامي لقناعته أن الإعلامي لا يكذب أو هكذا يفرض برغم عكس ذلك عند بعض من لا يحكمه ضمير ولا توجهه عدالة في أي قضية يتصدى لها، وإذا كانت قضية الإعلام بهذا التفاوت من الإنصاف وضده فلا غرابة أن يُكرس إعلاميٌ بلا ضمير اسم شاعر أو شاعرة لا يملكون إلا أقل القليل من الفكر والإبداع والجمال والدهشة ويتجاهل مبدعاً رائعاً لا تربطه معه مصلحة أو هدفٌ آني زائل. [email protected] تويتر alimufadhi