الأحداث التي وقعت في الغوطة الشرقية بريف دمشق والتي تمت باستخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري نجد أنها عمدت إلى تقويض فرص الحل السياسي ورجحت في ذات الوقت الحل العسكري، إذ إن التدخل العسكري لما له من أضرار عديدة على الدولة السورية والمنطقة بأكملها إلا أنه أصبح بمثابة حاجة ضرورية للخروج من الأزمة الراهنة التي تسير في عامها الثالث وسط رفض من الطرفين على التوافق لوجود الحل السياسي. أما عند الحديث عن التوقيت للتدخل العسكري نجد أن معرفة التوقيت تكون واضحة المعالم إذا تم النظر إلى الموقف الروسي الذي صرح على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تدخل حربا مع أحد في سوريا فإن ذلك يعد بمثابة انسحاب روسي من المشهد الأمرالذي يتم تفسيره بأن التدخل العسكري في سوريا أصبح وشيكا وربما لا يتخطى ذلك سوى بضعة أيام بغض النظر عن موجة التردد التي بدأت ظاهرة للعيان من بعض الدول الغربية والعربية. أما عند الحديث عن السيناريو العسكري في سوريا الذي لا يتخطى سقف توجيه ضربات عسكرية بهدف إضعاف البنية للجيش السوري مما يمهد ذلك تقدم الجيش السوري الحر أمر من الصعب خاصة وأن الجيش السوري الحر لا يملك القوة التي تجعله يحسم المعركة على الأرض بدون وجود مساندة ليس فحسب بل إن الأمر الثاني يكمن في وجود عناصر من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله مما يعني أن تقدم الجيش الحر سيكون أمامه معوقات التي قد تجعل المشهد بأكمله على الأرض يتحول إلى حالة من الكر والفر، ولذلك نجد أن السيناريو الأرجح للتدخل العسكري يتمثل باجتياح الأراضي السورية على غرار ما حصل في العراق إبان إسقاط نظام صدام حسين مما قد يجعل أمام العمليات العسكرية على مرحلتين الأولى منوطة بإسقاط النظام السوري والمرحلة الثانية تبدأ فور سقوط النظام السوري وتكون منوطة بالحرب ضد الإرهاب خاصة وأن للجماعات للجهادية التي تدفقت إلى الأراضي السورية منذ بداية الأزمة دور وثقل الأمر الذي قد يهدد الدولة السورية الجديدة وربما المنطقة. من الطبيعي أن يكون للتدخل العسكري في سوريا الكثير من التبعات وقد يكون من بينها إلحاق الضرر بدول الجوار والسبب يعود إلى أن الدولة الإيرانية وذراعها الإرهابي في المنطقة الممثل بحزب الله سوف يعمدان إلى تصدير الأزمة إذ بدأت بوادر النظام في السقوط وذلك كرد فعل انتقامي، وأما عن الجهة التي من المحتمل أن تكون الجهة المتضررة نجدها الجمهورية اللبنانية وذلك لما تعانيه من أحداث طائفية وصلت إلى ذروتها عقب تفجيرات الضاحية وطرابلس والتي ستعمل هذه الأحداث بدورها على سهولة تصدير الأزمة.