أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن النظام السوري تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء باستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه في مجزرة الغوطة الشرقية الواقعة بريف دمشق التي راح ضحيتها المئات معظمهم من الأطفال والنساء. وأوضح سموه خلال كلمته أمام الدورة ال(140) لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري امس الاحد، أن النظام السوري استخدم مختلف الوسائل ضد المدنيين وبعد الأسلحة التقليدية استخدم الأسلحة الكيميائية، مطالبًا المجتمع الدولي بردع النظام السوري، وشدد على أن المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا تقف قلبا وقالبا مع إرادة الشعب السوري ، وقيادته الممثلة في ائتلافه الوطني. وطالب سمو وزير الخارجية بردع النظام السوري بكل الوسائل المتاحة وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، مشيرًا إلى أن النظام السوري فقد مشروعيته العربية والإسلامية بعد جرائمه بحق شعبه. وطالب الفيصل وزراء الخارجية العرب الى اتخاذ «قرار حاسم» بدعم التدخل الدولي في سوريا معتبرا ان معارضة هذا التدخل لا تعني الا «تشجيعا للنظام السوري». معربا «ان أي معارضة لأي اجراء دولي لا يمكن الا ان تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه» مضيفا انه «آن الاوان لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته واتخاذ الاجراء الرادع» ضد النظام السوري. مؤكدا بأن الشعب السوري «عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي». وتابع «أننا أمام هذا الواقع الاليم مطالبون بأكثر من بيانات الادانة والشجب والاستنكار». واشار الفيصل الى استخدام النظام السوري «للاسلحة الكيماوية» معتبرا ان «هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة الى مجلس الامن الدولي المكبل بالفيتو الروسي - الصيني». من جهته طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا من الوزراء العرب في كلمة القاها خلال الجلسة نفسها بدعم العملية الدولية في سوريا. وقال الجربا «أقف اليوم بينكم لأطالبكم بكل الحمية الاخوية والانسانية ان تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار» التي يستخدمها النظام السوري. ودعا الى قرار عربي ل«تحرير سوريا من حزب الله والقوات الإيرانية والميليشيات العراقية المتطرفة التي استقدمها بشار الأسد»، مؤكدا أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح «ترفا» في مواجهة «أعمال القتل المنهجية التي يرتكها النظام كل يوم». وقال الجربا «لا يمكن الانتظار أمام مئات الآلاف من القتلى والمصابين وعشرات الحالات من الاغتصاب والغزو الإيراني لسوريا». الى ذلك دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ عقدوه مساء الامس الاحد في القاهرة«الاممالمتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي» ازاء «الجريمة النكراء» التي ارتكبت بالاسلحة الكيميائية في سوريا والتي «يتحمل مسؤولياتها النظام». وقال الوزراء في البيان الختامي للاجتماع انهم يحملون «النظام السوري المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة» وطالبوا ب»تقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة اسوة بغيرهم من مجرمي الحروب» وب«تقديم كافة اشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته». ودعا الوزراء «الاممالمتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الابادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين».