أدان وزراء الخارجية العرب بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً في سورية في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف الدولية. وحمّل مجلس جامعة الدول العربية في قرار له امس، النظام السوري المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة ، مطالبًا بتقديم المتورطين في هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب. كما طالب المجلس بتقديم أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته. ودعا وزراء الخارجية العرب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقًا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين. وقرر مجلس وزراء الخارجية العرب البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في سورية. وتحفظت كل من الجزائر ولبنان والعراق على بعض بنود القرار. وكانت أعمال الدورة الأربعين بعد المائة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسة وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز خلفًا لنظيره المصري نبيل فهمي، ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي قد بدأت امس. ورأس وفد المملكة إلى أعمال الدورة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وتتصدر الأزمة السورية جدول أعمال الدورة الجديدة للوزاري خاصة مع تصاعد التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد سورية، بالإضافة إلى موضوع زيادة عدد الأمناء المساعدين بالجامعة العربية وهي الموضوعات التي قرر المندوبون الدائمون البت فيها من قبل الوزاري العربي. وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة، إن النظام السوري يتحمل المسؤولية كاملة عن استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، مشيرًا إلى ضرورة معاقبة كل من تورط في هذه "الجريمة". ووجه عبدالعزيز الشكر لدولة الكويت على استضافة مؤتمر المانحين بشأن سورية، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود العربية لمساندة البلد العربي الشقيق من أجل عبور أزمته الراهنة والانتقال إلى مرحلة بناء الدولة. من جانبه اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، في كلمته ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق، جريمة بشعة، مستنكراً ما وصفه بجرائم الإبادة التي ينتهجها نظام الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري. وقال العربي :إنه طالب مجلس الأمن الدولي بإيقاف إطلاق النار في سورية، تمهيداً لعقد مؤتمر جنيف 2، مؤكداً أن انتشار الأسلحة الكيماوية هاجس تعاني منه منطقة الشرق الأوسط، وأنه آن الأوان أن تقام منطقة منزوعة من الأسلحة الفتاكة في المنطقة. ومن جانبه أدان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، مشدداً على ضرورة معاقبة من قتل الأبرياء. وأعرب فهمي في كلمته عن شكره وتقديره للدول والشعوب العربية الصديقة لتأييدها ومساندتها لصوت الشعب المصري وتطلعاته عقب ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن قطار التغيير قد انطلق ولن يعود إلى الوراء. من جهته انتقد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، التراخي الدولي إزاء ما يقوم به نظام بشار الأسد، طالباً دعم الدول العربية لضربة عسكرية لآلة القتل والإجرام التي يستخدمها النظام. وطالب الجربا خلال كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، باستصدار قرار عربي لتحرير سورية من حزب الله والقوات الإيرانية، مؤكداً أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح "ترفًا" في مواجهة أعمال القتل المنهجية التي يرتكبها النظام كل يوم. وقال الجربا :"لا يمكن الانتظار أمام مئات الآلاف من القتلى والمصابين وعشرات الحالات من الاغتصاب والغزو الإيراني لسورية والنظام السوري الذي يتذرع بالمقاومة والممانعة والعروبة هو الذي فتح الباب واسعا لغزو الشام عن طريق إيران وحزب الله.