أنهى الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي أمس لاربعاء اجتماعاً ناقشوا فيه مسودة قرار تقدمت به بريطانيا بفتح الباب للجوء الى القوة ضد النظام السوري المتهم باستخدام سلاح كيميائي ضد مواطنيه في ريف دمشق الاسبوع الماضي من دون أن يتوصلوا الى اتفاق. وأجرى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي محادثات في مقر الاممالمتحدة لمناقشة مشروع قرار(يسمح بكل الإجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الاممالمتحدة لحماية المدنيين من الاسلحة الكيميائية) في سوريا. ويجيز الفصل السابع استخدام القوة. وغادر سفيرا روسيا والصين حليفتي دمشق الجلسة المغلقة بعد نحو 75 دقيقة من بدئها. وأعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان المشاورات لم تصل الى نتيجة بسبب (تعنت) روسيا. وتابعت (ستواصل الولاياتالمتحدة مشاوراتها وستتخد خطوات ملائمة للرد في الايام المقبلة) لافتة الى ان الرد (لا يمكن ان يتأخر) بسبب خطورة الوضع. وتشاور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الاربعاء مجدداً في اتصال هاتفي حول (الرفض الروسي والصيني على ما يبدو(لتبني مشروع قرار بريطاني يبرر توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري وفق ما أفادت اوساط هولاند، وأعلنت موسكو من جهتها انه من السابق لأوانه مناقشة اي تحرك لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا قبل ان يقدم مفتشو الاممالمتحدة تقريرهم عن استخدام الاسلحة الكيميائية، إلى ذلك أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الاربعاء ان مفتشي الاممالمتحدة الذين يحققون على الارض في سوريا يحتاجون الى اجمالي اربعة ايام للانتهاء من عملهم اي ان التحقيق قد ينتهي غداً الجمعة. وفي هذا الإطار أكدت الحكومة البريطانية انها لن تشارك في اي تحرك عسكري قبل معرفة نتائج تحقيقات خبراء الاممالمتحدة، الا أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعتبر ان التحرك واجب لوقف الجريمة ضد الانسانية في سوريا حتى من دون موافقة الاممالمتحدة متوقعاً في الوقت نفسه مزيدا من المناقشات في نيويورك خلال الايام المقبلة، وقام مفتشو الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيميائية أمس بزيارة للغوطة الشرقية وأخذوا عينات من المصابين للتحقيق في صحة حصول الهجوم بحسب ما أفاد ناشطون. وكانوا قاموا بزيارة مماثلة لمعظمية الشام جنوب غرب دمشق. والمعظمية والغوطة الشرقية استهدفتا بالهجوم الكيميائي المترض وهما تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وبعد واشنطن وباريس ولندن صرح الامين العام لحلف شمال الاطاسي اندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع لسفراء دول الحلف مخصص لسوريا ان استخدام اسلحة كيميائية امر(غير مقبول) و(لا يمكن ان يمر بلا رد) مضيفا ان الحلف العسكري الذي يضم 28 عضوا سيواصل مشاوراته حول هذه المسالة، كما دعت منظمة التعاون الاسلامي التي تضم 57 عضوا بدورها أمس الى اتخاذ اجراء حاسم حيال الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا محملة النظام السوري مسؤولية الهجوم. وفي انقرة رفع الجيش التركي درجة التأهب في مواجهة أي طارئ مع سوريا حسبما أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وقال اوغلو للصحافيين منذ (مسألة) الاسلحة الكيميائية نحن بالتأكيد في اقصى درجات التأهب موجها تحية الى القوات التركية المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع سوريا والبالغة 910 كلم. وعمدت القوات النظامية السورية خلال اليومين الماضيين الى اخلاء بعض مواقعها او تبديلها مع تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية غربية لنظام الرئيس بشار الاسد بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس . وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية عمدت الى تبديل مواقع بشكل تمويهي خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية وشملت عشرات المراكز والقيادات العسكرية وقيادات الفرق ليس فقط في دمشق بل في حمص وحماة (وسط) والساحل (غرب) والسويداء ودرعا (جنوب).