يظن الجاهل الذي يعتقد أنه يمسك بزمام أمور الشعر من بعض المشرفين على منابر الشعر المرئية والمسموعة والمقروءة أنهم يتكرمون على الشعر وعشاقه وشعرائه حين يمنحون قصيدة أو قصائد مميزة مساحة لا تكاد تُرى بالعين المجردة أو يفردون المساحة والوقت لقصيدة تفتقر إلى الاتقان والدهشة والفكرة الجديدة فقط لمجرد رضاهم عن صاحبها أو طمعهم في مصلحة شخصية بحتة، وقد يكون ذلك لا عن عدم وعي بالجيد والرديء من الشعر ولكن الهوى يلعب الدور البارز في إدارة المنبر الذي يشرفون عليه. ولكي لا نظلم المشرف النقي النزيه لا نعمم هذه الحالة السيئة من التعامل، فهناك من يبذل الجهد الكبير لكي يحصل على نص يُمتع متلقي الشعر وينصف الشاعر ويرفع من مستوى الشعر المتداول ولو نظرنا إلى مراسلي الصحافة والتلفزيون في بعض البؤر الساخنة عالمياً وكيف يجازف أحدهم بحياته كي يحصل على الخبر أو اللقطة الحصرية لعرفنا أن الصحفي الناجح ليس من يجلس إلى شاشة جهازه منتظراً ما يرد إليه من البريد بغض النظر عن الجودة والرداءة. لذا نجد من المنابر ما يجري الوقت دون علمنا ونحن نتابعها مشاهدة أو سماعاً أو قراءة ونحس أننا لم نبلغ حد المتعة بما تابعنا نظراً لروعة الطرح ودقة الاختيار والجهد المبذول لإيصال المادة الجيدة إلينا ومن ثم قناعتنا بتميز المشرف إلى حد الثقة الكاملة بما يُقدم. [email protected] تويتر alimufadhi