شكل الداعية الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط-رحمه الله- علامة لافتة وفارقة في العمل الخيري والإغاثي والدعوي كرّس وقته وجهده في مساعدة المحتاجين والفقراء والوقوف على احتياجاتهم متنقلاً بين عدَّة دول إفريقية في مسيرة حافلة في مجال الدعوة الإسلامية والأعمال الخيريَّة استمرت نحو ثلاثين عامًا. وبالرغم من أن الدكتور السميط يحمل الشهادة العلميَّة في مجال الطبِّ متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي إلا أنَّه تفرغ للعمل التطوعي والإغاثي توجهًا بأعمال دعوية وإنسانيَّة وخيريَّة تمثَّلت في إسلام أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا على يده وبناء ما يقارب من 5700 مسجد ورعاية 15000 يتيم وحفر نحو 9500 بئر ارتوازية في إفريقيا بالإضافة إلى إنشاء 860 مدرسة و4 جامعات و204 مركز إسلامي وتشييد 124 مستشفى ومستوصفًا و840 مدرسة قرآنية إلى جانب تأسيس جمعية العون المباشر. ونال الدكتور السميط عددًا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات جائزة الملك فيصل العالميَّة لخدمة الإسلام التي تبرع بمكافأتها لتكون وقفًا تعليميًا لأبناء إفريقيا. وعاش السميط الشهور الأخيرة ببالغ الصعوبة، تنقل من خلالها بين الكويت ودول أخرى كألمانيا لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالته الصحيَّة في الكويت بسبب أزمة قلبية وارتفاع في ضغط الدم. الى ذلك يصف الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة كبار العلماء الدكتور السميط في تصريح ل(الجزيرة) بأنَّه رائد العمل الخيري نذر وقته وجهده في العمل الدعوي والاغاثي وكانت له بصمات واضحة وإسهامات كبيرة في نشر الإسلام في أوساط إفريقيا وأسلم على يديه مئات الآلاف ونال بسبب عطاءاته العلميَّة والدعوية جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام والأمة بحاجة إلى شخصيات وقيادات مؤثِّرة أمثال. ويرى الدكتور عادل بن علي الشدي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي في تصريح ل(الجزيرة) بأن الدكتور السميط مدرسة في العمل الخيري والاغاثي ومن الشخصيات التي تفخر بها دولة الكويت الشقيقة لافتًا إلى ضرورة إبراز مواطن الاقتداء من سير القيادات الدعوية والإنسانيَّة العملية والتطوعية أمثال الدكتور السميط التي كانت له مبادرات كبيرة ومهمة في العمل الدعوي وتحديدًا في قارة إفريقيا. استمرَّ السميط في العمل الدعوي والخيري بعد تقدمه في السن وفي أواخر سنواته تدهورت حالته الصحيَّة وعانى من مشكلات في وظائف الكلى واستمرَّ على تلك الحال حتَّى توفي عن عمر يناهز 65 عامًا وسط تأثَّر في الأوساط الخليجيَّة والإسلاميَّة.