العيد بهجة وسرور، وحاضرنا يجسد كثيراً من ذكريات الماضي التي عاشها كبارنا، ويسعد بها صغارنا، ولكن الحياة لا تخلو من بعض الآلام التي يتعرض لها إخوة لنا، وكل عام ونحن وهم بخير.. ياعيد جئت وفي تيجانك الحُلَلُ وفي محيَّاك أطياف بها أملُ أبارك العيد للأحباب ليتهمُ في كل عامٍ بخيرٍ فيه يُحْتَفلُ هذي التباريك تأتيكم محملةً روائح الورد مثل الديمِ تنهملُ والعطرُ فاح وكل الناس في مرحٍ تزهو وترفل والأفراح تكتملُ تلك الأهازيج كم طفلٍ يُردِّدُها وكم يحنّ لها شيخٌ فيرتجلُ والأمُّ في بِشرها كالعين نابعةٌ منها الحنانُ ومنها الحب والقُبَلُ والطيرُ زغرد أنغاماً فأسمعنا صوتاً جميلاً له آذاننا حُبَل حمائمُ الدوحِ هذا العيد تُطربنا كأنها البلبل الصدّاح تنتقلُ والعينُ مدمعها يجري وأسجمهُ جمع الأحبّةِ حيث الشمل مُكتملُ والأذنُ ماسمعت فحْشاً ونمنمةً كلٌّ يديهِ إلى الرحمن يبتهلُ والخيرُ في دارِنا تعلوه أشرعة تلك الرياحين نسمات بها طُلَلُ فوحُ الخزامى وريحُ الفلِّ رائعهُ من أبدع الخلْقَ في آياته ذُهَلُ والبحرُ هاج وفي أمواجِهِ عجبٌ شوقاً لشطئانِهِ ماكاد يُحتملُ ياعيد جئتَ تُزيح الهمَّ عن مُهجٍ وفيك تبتهج الأرواحُ والمقلُ ياعيد ليتك أعياداً فتسعدنا دوماً فيفرحُ منا الطفلُ والرجلُ ياعيد إبقَ دَعِ الأيام ساريةًً إن أظلمَ الليلُ خوفي منك تَرتحِلُ فإن رحلتَ فهيّا عُدْ لنا عجِلاً ولا تطل غيبةً ياأيّها الفَضِلُ ألم تر الناس أحباباً ويجمعُها صَفْو القلوبِ وحبْلُ الوصلِ مُتصلُ ياعيد ودّعتنا والدمعُ منسكبٌ قد صار بُعْدَكَ عنّا ليس يُحتملُ ياعيد ماذا أصاب العُرْبُ من فِتَنٍ ضاع الشقيقُ ولا رأي لنا قبلوا فأصبح الهجرُ والحرمان قاعدةً وديدنُ القتل والتنكيل مافعلوا ولم يراعوا عجوزاً هدّهُ كبرٌ ولم يداروا صغيراً بعدما قتلوا تلك البيوت التي عاشت بها أُسرٌ أضحت خراباً وفيها البوم ينتقلُ تجمّع الشرُّ في أوطاننا فعثا والصدقُ غاب وساد الكذبُ والحيَلُ فأصبح الدِّين ملهاةً ومجزرةً وكلُّ طائفةٍ للدين تنتحلُ أما كفانا حِرابا بين أنفسنا فالجرحُ أضحى عميقاً ليس يندملُ يا أمةَ العُرْبِ ليت العيد نبّهكم فلا شِجارٌ ولا قَتْلٌ ولا زللُ ياعيد ودّعتنا والكلٌّ منتظرٌ إذا تعود، يعود الشوقُ والقُبَلُ