لكي نستمتع بالنظر إلى النصف الملآن من الكأس ونتطلع إلى المستقبل بتفاؤل سيكون من المفيد أن نتأمل الخبر الرئيس الذي نشرته جريدة «الجزيرة» في صفحتها الأولى يوم الثلاثاء الماضي 28 رمضان 1434 الموافق 6 أغسطس 2013 . جاء في الخبر أن وزارة التعليم العالي أعلنت أن خمساً وعشرين جامعة في المملكة قد قبلت حتى يوم الخميس الموافق 23 رمضان 258805 طالباً وطالبة (أي أكثر من ربع مليون!) ولا يزال هناك 119611 مقعداً شاغراً، وأن نسبة القبول حتى تاريخه بلغت 68% من إجمالي عدد المقاعد المتاحة فعلياً للقبول بينما يوجد ما نسبته 32% من المقاعد التي لم تُشغَل بعد. وإذا أخذنا في الاعتبار برنامج الابتعاث إلى الخارج الذي سيبتعث عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، فوق ما تم ابتعاثه حتى الآن، نستطيع أن ندرك إلى أي حد قد انفرجت تلك الأزمة التي كانت مستعصية في استيعاب خريجي طلبة وطالبات المرحلة الثانوية والتي بلغت في بعض السنوات درجة عالية من الاختناق. أذكر أن بعضنا ممن كنا نعمل في الجامعات نتعرّض لإحراجات كبيرة عندما يستعين بنا شخصٌ لتدبير قبول لابنه الحاصل على معدل عام يلامس نسبة المائة بالمائة ثم نفشل في تحقيق طلبه ويسألنا ماذا تريدون أن يفعل ابني أكثر مما فعل وأن يحقق أكثر مما حقق؟! أما أصحاب معدلات ال«جيد» فما دون فكان حصولهم على قبول في أي كلية جامعية يشبه المعجزة! والرقم المميز الآخر الذي ورد في خبر الجريدة نقلاً عن مركز إحصاءات التعليم العالي التابع لوزارة التعليم العالي هو أن عدد الطالبات المقبولات كان 132680 طالبة بينما كان عدد الطلاب المقبولين 126125 طالبة، وهذا الرقم يحمل دلالة تنموية كبيرة! فنحن نعرف أن المرأة كانت محرومة حتى من التعليم الابتدائي قبل سنوات ليست طويلة من عمر الزمن، وها هي أصبحت الآن تتقدّم الصفوف وتدخل الجامعة بأعداد تفوق أخيها الرجل. هذا هو نصف الكأس الملآن، ويحق لنا أن نفرح كثيراً بما حققه مجتمعنا. ولكن يبقى النصف الفارغ الذي لا يكفي ولا يجدي أن نذرف الدموع ونحن نتأمله بأسى وغضب وقلة حيلة. لا بد من مضاعفة الجهود، والعمل على استكمال السير على الطريق الطويل وتذليل كل الصعاب، وفي مقدّمة ذلك الارتقاء بجودة التعليم وأن لا يكون «الكم» على حساب «الكيف». [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر