أن تنجح في الحصول على حجز بالطائرة بين مدينتين سعوديتين في مدة معقولة فذلك إنجاز تستحق من أجله أن تتلقى التهاني من جميع الأصدقاء والأقارب والجيران والمعارف. في بلدنا الممتدة على مساحة واسعة جداً، وفي مثل هذا الوقت من العام حيث ترتفع درجة الحرارة حتى تلامس الخمسين درجة مئوية، لا بديل عن السفر بالطائرة. لكن الحصول على تذكرة يتحول إلى أمنية صعبة المنال ليس بسبب ارتفاع سعرها وإنما لاستحالة الحصول عليها بالمرة وبأي ثمن. وعندما يجد الإنسان نفسه في مثل هذه الظروف الصعبة وتكون الحاجة ماسة إلى السفر لأسباب صحية أو اجتماعية أو عملية غير قابلة للتأجيل يكون الحل الوحيد هو أن يشد الرحال ممتطياً سيارته. يضطر الإنسان أن يسافر بالسيارة ويقطع مسافات تتجاوز الألف كيلومتر. وهو يفعل ذلك مكرهاً لأن البديل معدوم، فتجده أمام خيارين: أما أن يبدأ رحلته نهاراً يكابد لهيب الشمس المحرقة أو ليلاً بنصف عين فلا يأمن الإبل والدواب السائبة التي قد تقطع عليه الطريق فتأتي بأجله. أما كارثة الكوارث فهي عندما تتعطل سيارته في هذه الأجواء التي لا ترحم حيث تنعدم أحياناً حتى محطات الوقود فضلاً عن مراكز الصيانة! وقد كان الكثير من الناس في السابق يشحنون سياراتهم بواسطة شركات النقل ويسافرون بالطائرة ثم يستلمون سياراتهم في محطات الوصول تفادياً لمشاق السفر بالسيارة، خصوصاً في الصيف. لكن صعوبة الحصول على حجز بالطائرة أقفل هذا الخيار أمام المسافرين في الآونة الأخيرة. ويقول أصحاب شركات النقل إن هناك تراجعاً في نسبة شحن السيارات يتراوح بين 33% و44% بسبب عدم توفر إمكانية الحجز بالطائرة، حسب جريدة الحياة، فصار الناس يسافرون بسياراتهم بدلاً من شحنها. من المؤلم ألا تجد هذه المشكلة المزمنة حلاً معقولاً ومريحاً. فمع أن الناس تأقلموا مع تذبذب أسعار التذاكر وارتفاعها في بعض الأحيان إلى مستويات مرهقة وقبلوا على مضض وتأفف ومعاناة ما تفعله بهم الخطوط من تأخر وتعطل وإلغاء للرحلات إلا أن مجرد الحصول على تذكرة سفر صار في كثير من الأحيان بمثابة معجزة! هذا هو حال المسافرين مع الخطوط في الظروف العادية. أما في رمضان وفي المواسم والأعياد والإجازات فأحوال الناس تصعب حتى على الكافر كما يقول إخواننا أهل مصر. ولأننا في رمضان، ولأن الأجور تتضاعف أضعافاً مضاعفة فإنني أنصح جميع المسافرين احتساب الأجر فما يضيع عند الخطوط لا يضيع عند الله. أجل احتسبوا الأجر، ووفروا على أنفسكم حرق الأعصاب وتضييع الوقت في التفكير في أسباب هذا الخلل المزمن في خطوطنا الوطنية العظيمة! [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر