لعيد الفطر رونقه المتفرد في جميع البلاد الإسلامية وعاداته وتقاليده من مجتمع لآخر المختلفة في الشكل والمتفقة في المضمون والمرتكزة على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ولا شك أن للمرأة في مجتمعنا خصوصيتها ورؤيتها وأجواءها الخاصة بالعيد السعيد ابتداء من الاستعدادات الأولى وانتهاء بمعايشة أيامه الأولى ومشاركة الأطفال الاحتفال والفرح وربما اعتراها بعض التغيير، إلا أن فرحة العيد ما زالت كما هي عامرة بالإيمان والبهجة والسرور في ظل معطيات الخير في بلادنا الطاهرة بقيادة حكومتنا الرشيدة, وعبر هذا الاستطلاع نسلط الضوء على أعيادنا قديماً وحديثاً عبر المرأة العاملة وربة البيت والطالبة وكيف استقبلنا عيد الفطر المبارك هذا العام وما هي أوجه الاختلاف في العادات القديمة والحديثة وما هي الأشياء الجميلة التي ما زالت باقية والأخرى التي اندثرت وأسباب اندثارها وما هي الحلول المناسبة للحفاظ على العادات والتقاليد التي تقوي من لحُمة هذا الوطن المعطاء وتزيد من نشوة الفرح في كل القلوب. بأية حال عدت يا عيد تحدثت في البداية نورة آل سويلم فقالت: إن مظاهر العيد تختلف باختلاف الزمان واختلاف المؤثرات التي من حولنا والتي جعلت العالم قرية صغيرة وبالإمكان أن تتم المعايدة بين اثنين في أقصى الشرق وأقصى الغرب عبر التقدم التكنولوجي الهائل الذي يعيشه أبناء عصرنا، مؤكدة أن العيد هو العيد والفرحة هي الفرحة مرددة قول المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد فيما أشارت مها سعد الدوسري إلى أن العيد حالياً أصبح كأنه واجب، فيما كان الناس أكثر صفاء وأكثر فرحاً وإقبالاً على العيد مؤكدة أن معادن الناس مختلفة وكذا مشاعرهم. بينما تساءلت منيرة فهد: كيف يكون العيد كما كان سابقاً وقد تغيرت في حياتنا أشياء كثيرة حتى العيد انشغلنا عنه بالتسوق والنوم ووسائل التواصل الاجتماعي، فحينما كان العيد يأتي سابقاً كنا فعلاً مهيئين جداً للفرح وللاستعداد الجيد له، أما الآن فالوضع مختلف مؤكدة أن أهمية المناسبة العزيزة التي أكرمنا الله بها لا بد أن نعيد حساباتنا. الأزياء وليلة العيد وقد تطرقت نورة العتيبي إلى الأزياء القديمة في كل منطقة من مناطق المملكة التي كانت ترتديها مؤكدة أن لكل منطقة زيها المختلف عن المنطقة الأخرى في العيد، خصوصاً في الأعياد والمناسبات قديماً والذي يزين بالتطريز والحلي التي كانت النساء تهتم بلبسها في العيد وأن ليلة العيد كانت قديماً لها رونق حيث تجتمع النساء ليلة العيد في أحد المنازل على بساطتها ودون تكليف ولإقامة (الخشرة) وهي حفلة مشتركة ومصغرة لمجموعة من النساء كل واحدة تأتي بما تستطيع, بينما نرى هذه العادة قد تلاشت في مناطق وأسرف في إقامتها في مناطق أخرى بعدما أصبحت تقام بقصور الأفراح والاستراحات والشاليهات وربما الفنادق بمبالغ وتكاليف طائلة، بينما أشارت إلى أن ملابس العيد حالياً أصبحت جاهزة ولا تحتاج لوقت لتجهيزها لأكثر من شهر كالسابق، وقالت: إن الأطفال هم زينة العيد قديماً وحديثاً وانتقدت المبالغة في ذلك. خيرات عديدة بينما قالت نورة عبد العزيز الفارس إن هلال العيد طلَّ علينا في الأفق مبشراً بقدوم أحلى الأيام مؤكدة أن الدموع نسكبها ولا ندري أهي حزن على فراق رمضان أم فرحة بالعيد السعيد، ولا أقول إلا عسى الله أن يعيده علينا بالخيرات وعلى الأمة الإسلامية بالقوة والمنعة, وأكدت عواطف اليوسف إن علامات الفرح بالعيد قديماً وحديثاً في مجتمعنا كانت دائماً وما زالت في يد المرأة، فبينما تعد أطفالها للاحتفال بالعيد عبر شراء ملابسهم وخلافه نجدها تعد وجبة العيد وتعيد ترتيب البيت وتعيش على أعصابها من أجل أن يحتفي ذووها بالعيد في أجمل صورة وكأنها أرادت وضع كل الأشياء على رأسها من أجل أن تكون هذه المناسبة مناسبة سعيدة على جميع من حولها مؤكدة أن دورها الهام لم يتغير ولم يتبدل وإنها فعلاً الوجه السار للعيد في مجتمعنا بصناعتها لكل مظاهر العيد الأسرية والحميمية في المنزل والمجتمع. بينما قالت عبير عبد الله النوفل بهذه المناجاة للعيد: ها قد أتى الفجر القريب المنتظر, ها قد أتى العيد بزيه الجديد وودعنا في أمسنا القريب شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والمسرات على عكس ريم عبد الرحمن الخالدي التي أكدت أن الزمان يمضي وتمضي الأيام ولا ندري أين سرنا وكيف كنا ففي القديم كنا نفرح ونسعد بلقائك أيها العيد، أما الآن فقد أصبحت يا عيد كيوم من الأيام ووصفت سارة القحطاني وغادة الرشيد العيد بأنه ابتسامة فقير وضحكة طفل والتقاء الأحباب ونقاء القلوب بصرف النظر عن كل المظاهر من حولنا بالعيد، ويكفي أن مجتمعنا المسلم يعي أهمية العيد انطلاقاً من إيمانه العميق بربه وتنفيذاً لتعاليم الإسلام القويم الذي يأمرنا بالتكافل والتراحم، وهذا ما نعايشه ولله الحمد في كل الأعياد السابقة والحالية. وبعد, تختلف الآراء وتتأثر أحياناً بالأحوال الاجتماعية والنفسية من حولنا وتبقى بعض الآراء انطباعية وأخرى هامة ولكن وجدنا أن ربات البيوت يؤكدن أن لا اختلاف بين عيد الأمس وعيد الحاضر بينما وجدت النساء العاملات والطالبات اختلافاً بينهما بسبب عدم تهيئتهن النفسية لاستقباله نظراً لانشغالهن بأمور كثيرة تخص العمل أو المدرسة أو الجامعة خصوصاً وهن مطالبات بواجبات متعددة بالمنزل من أجل العيد والأسرة. ولكن السمة المميزة في مجتمعنا أنه ما زال محافظاً على تقاليد العيد الراسخة كرسوخ الفرح في قلوب الأطفال وإن اختلفت من مكان إلى مكان رغم التطورات والبرامج المختلفة التي وضعت في كل منطقة من أجل فرحة العيد في كل المناطق والتي ما زالت تحتاج مزيداً من الجهود فيما يخص المرأة وفرحتها بالعيد السعيد.