تنفذ المشاغل النسائية، و«الكوافيرات» المنزليات تسريحة «الخشرة» التراثية بطريقة عصرية، في حين يحافظن على استخدام النباتات العطرية، وتبين الزبونة أم علي، أنها تفضل تسريحة «الخشرة»، وتلجأ إلى كوافيرات منزليات لتنفيذها، وتقول «تسريحة «الخشرة» أو «العضية» كما يسميها البعض، تسريحة خاصة بالمناسبات حاليا، بينما كانت السيدات في السابق يعملنها في كافة الأوقات، ولا يحصرنها في المناسبات كالوقت الحاضر، بل إنها كانت حاضرة حتى في مآتم العزاء، وتتكون تسريحة الخشرة من مجموعة من النباتات العطرية، الريحان، والفل، والنرجس، والكادي، وغيرها من النباتات العطرية، التي يمكن وضعها في الرأس، بعد وضع مسحوق الطيب على الشعر، الذي يتم إعداده عن طريق سحق مجموعة معينة من الأصداف الجميلة الرائحة. و تبين الخمسينية المتخصصة في عمل «الخشرة»، أم محمد أنها تلقت عروضا كثيرة من عدة مشاغل للعمل فيها، ولكنها فضلت العمل في بيتها، وتضيف «كنا في القديم، نعد «الخشرة» تسريحة جميلة، ونعملها في مختلف المناسبات، وتفوق عدة تسريحات جادت بها «الموضة” علينا، ومن أجل إحياء الموروث الجميل لجداتنا، أَمْتهن إعدادها من المنزل، حيث إن غالبية العاملات في المشاغل، آسيويات، كما أن هدف أصحاب المشاغل من عملها، هو الربح المادي فقط، بينما أنفذها أنا وبقية سيدات القنفذة ممن يتقنها، من أجل إحياء هذه العادة التي شارفت على الاندثار في هذه الأيام». وتوضح أم محمد أنها تفرح حين ترى الفتيات والشابات حاليا يستعدن المظهر التقليدي للمرأة، وتذكر أنها تحاول الاستفادة من المشاغل النسائية قدر استطاعتها، لمزج الطابع التراثي للخشرة، بالطابع الحديث للتسريحات الجديدة، وتكون النتيجة تسريحة أنيقة؛ تنال إعجاب السيدات والشابات، وتفيد أم محمد أن سعر الخشرة محكوم بنوع المناسبة في المقام الأول، فلكل مناسبة «خشرة» مختلفة، وتتفاوت الأسعار من خمسين ريالا إلى 500 ريال بحسب رغبة المرأة والتسريحة التي تختارها، وتتمنى أم محمد أن يفتتح مشغل خاص ب «الخشرة»، والتسريحات الموروثة القديمة، مشيرة إلى سعيها لتنفيذ الفكرة.