تحظى حائل بمنظومة فريدة من نوعها خلال مناسبات الأعياد، على اعتبار أنها متعددة الطقوس والمناخات، والتي دائماًً ما تصاحب فترة العيد، فحائل هي الطبيعة والمكان بكثرة متنزهاتها وتعددها بحيث يجد الزائر المكان الذي يقضي فيه جزءًاً من وقته، حيث تتوفر خيارات المتنزهات الجبلية العديدة في الجبال "الجرانيتية" الوردية ومناظرها الرائعة الخلابة في صفحات الجبال الشاهقة، بالإضافة إلى غابات النخيل الخضراء وهي مواقع منتشرة في جبال "أجا وسلمى"، كما تشكل الكثبان الرملية الذهبية في "نفود" حائل جانباً مهماً من المتنزهات لمن يأسره هذا الموقع البري الجميل، بل وإمتاع النظر في مناظره الرائعة وتموجاتها البديعة. وتمتاز مواقع صحراء حائل في تعدد الجبال العالية ذات الأشكال الفريدة وبوجود "أشجار الطلح"، إلى جانب "الشعاب" ذات التربة النظيفة خاصة في اتجاهات الشمال والجنوب ك"السفن" و"الأزور" و"نقبين" و"توارن" و"صحى والعاجزة" و"صحى والشعبين" بالإضافة إلى "حيه" و"جرغ" والكثير منها. من هنا بدأت التحضيرات والاستعدادات في حائل من وقت مضى بغية تجهيز مناسبة العيد حيث تحركت الجهات المعنية بتوجيه من سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وبمتابعة من مجلس التنمية السياحية تنظيم احتفالاً يليق بمناسبة العيد، حيث أسند للقطاع الخاص بحيث يتولى تنظيمه وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج السياحية التي تشكل قيمة تراث مجتمع حائل ويستفيد منه الزائرون في مواقع محددة. من جهته كشف "بشير السميحان" الناطق الإعلامي لأمانة حائل أنه بتوجيه من أمين منطقة حائل المهندس "عبدالعزيز الطوب" تعد أمانة منطقة حائل هذه المرحلة الأهم بتكثيف جهودها الميدانية في ميادين وشوارع المدينة لاستقبال احتفالات عيد الفطر المبارك، حيث تم تكليف فريق عمل رقابي بإشراف المهندس "إبراهيم العتيق"، مضيفاً أن الإدارات المختصة بالأمانة قامت بصيانة المنتزهات والحدائق، مع استمرارية تزويدها بحاويات ومقاعد الجلوس لمرتادي تلك الأماكن من الزوار، وتكثيف أعمال الإنارة والزينة في أرجاء مدينة حائل خلال العيد، مهيباً بالمواطنين والمقيمين والشباب بالمنطقة المحافظة على المنتزهات والحدائق والمرافق الحيوية والأجهزة الترفيهية المختلفة، حفاظاً على جمال المنطقة ومرافقها السياحية المتعددة. وفي نفس السياق يجد الكثير من أبناء الوطن راحتهم في قضاء أجمل أوقاتهم بين أحضان عروس الشمال كونها تتميز بطبيعتها الخلابة والأجواء الطبيعية الساحرة، ولارتباط المنطقة بالعديد من المواقع الأثرية التاريخية والنقوش والرموز والكتابات القديمة، كشواهد تعد هي الأبرز على مستوى الوطن، ولأنها أصبحت عامل جذب سياحي للكثير من هواة السياحة والآثار، باعتبار أن تاريخ تلك النقوش والرسوم القديمة المنتشرة بمواقع حائل يعود إلى عصر ما قبل الميلاد بآلاف السنين، حيث تجاوز عدد المواقع الأثرية المكتشفة بمنطقة حائل والمسجلة رسمياً لدى جهات ذات الاختصاص أكثر من 65 موقعاً. خشرة العيد من جانب آخر، يتميز العيد في حائل بطابع خاص ومظهر يتوارثه الناس، ويعبّرون عن سعادتهم البالغة مع حلول العيد، ومن أبرز تلك المظاهر العيدية التي لم تندثر "خشرة العيد"، وهي عبارة عن اجتماع مجموعة من أبناء الحي في مكان واحد، ثم يذهبون إلى شراء الخشرة، ومن ثم يقومون بتوزيعها بالتساوي فيما بينهم، ويكون لها بهجة وفرحة ينتظرها الصغار، ويتشوق لها الكبار، وهي من أبرز عادات العيد في منطقة حائل. ويؤكد "عبد الرحمن البراهيم" أن الأسر تذهب للسوق، وتشتري العديد من أنواع الحلوى والمكسرات ابتهاجاً بمقدم العيد، حيث نقوم بتوزيعه بالتساوي خلال ليلة العيد، وبعده على الاطفال. ويقول "صالح برجس الشمري" إن العيد في هذا الوقت اختلف كثيراً عما كان عليه في الماضي، مشيراً إلى أن العيد بالأمس كان مميزاً بمظاهره وعاداته الأصيلة، ومنها "الخشرة"؛ لدرجة أن البعض يتمنى أن يستمر توزيعها لفترة أطول نظراً لتعلقنا بها.