ودع دنيانا في هذه الأيام الفضيلة المباركة الأديب والشاعر الدبلوماسي ورجل الدَّوْلة محمد بن فهد بن عبد الله العيسى بعد حياة ثرية وحافلة بالعطاء في كلِّ ميدان من الميادين التي عرفته. كان شاعرًا محلقًا وإنسانًا مؤمنًا صابرًا عدا كونه رجل دولةٍ منتميًا وسفيرًا قديرًا جديرًا متميزًا بما كونه من رصيد علاقاتٍ ثريةٍ مع طيوف المجتمع بمختلف توجهاتهم وتدرج أعمارهم وأعمالهم. ولد الفقيد عام 1923 في عنيزة ودرس فيها تعليمه الأولي وحصل على شهادته الثانوية في عام 1359ه حيث كانت الشهادة الثانوية من أعلى الشهادات العلميَّة في المملكة آنذاك. وبعد تخرجه عيِّن في وزاره الخارجيَّة في عام 1359ه، ثمَّ نقلت خدماته إلى مصلحة الزكاة والدخل في وزارة الماليَّة والاقتصاد الوطني عام 1372ه، ثمَّ نقلت خدماته إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعيَّة عام 1381ه وعيِّن وكيلاً، ثمَّ مديرًا لمكتب العمل، ثمَّ مديرًا عامًا على الوزارة، ثمَّ نقل إلى الديوان العام لوزارة الخارجيَّة وعيَّن رئيسًا لإدارة الشؤون الإدارية والقانونية. بدأت رحلة العمل الدبلوماسي مع فقيدنا بتعيينه سفيرًا للمملكة لدى جمهورية موريتانيا عام 1392ه، ثمَّ سفيرًا للمملكة لدى دولة قطر عام 1395ه، ثمَّ سفيرًا للمملكة لدى دولة الكويت عام 1402ه، ثمَّ سفيرًا للمملكة لدى المملكة الأردنية الهاشمية عام 1407ه، ثمَّ سفيرًا للمملكة لدى سلطنة عمان عام 1415ه، ثمَّ عين عضوًا لمجلس الشورى عام 1417ه، ثمَّ سفيرًا لدى مملكة البحرين عام 1420ه. وعيِّن عضو لجنة محاسبة إحدى الشركات التابعة لأرامكو، ثمَّ عضوًا في لجنة المقابلة لتوظيف مفتشي الضمان الاجتماعي، ثمَّ عضو لجنة المقابلة للموظفين المتقدمين للعمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعيَّة، ثمَّ عضو لجنة الشؤون الخارجيَّة في مجلس الشورى ورئيس لجنة المتقدمين للعمل في وزارة الخارجيَّة، شارك في عضوية وفد المملكة العربيَّة السعوديَّة في المؤتمرات الخليجيَّة والعربيَّة والإسلاميَّة. صدر له كتاب (الدرعية قاعدة الدَّوْلة السعوديَّة الأولى) وله ثمانية دواوين شعر. وله مقالات وبحوث نشرت في عدد كبير من الصُّحف السعوديَّة والخليجيَّة والعربيَّة. اجتاز دورات في الإدارة والتنمية والمصارف من جامعة برادفورد في المملكة المتحدة البريطانية والجامعة الأمريكيَّة فيبير وجامعة ميتشيجين في الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة. نال وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة ونال وسام الاستحقاق الوطني من جمهورية موريتانيا ونال وسام الاستحقاق الوطني من دولة قطر ونال الميدالية الذهبية للمستشرق الهولندي المسلم عبد الكريم حرمانوس من جمعية المستشرقين في هولندا. وقد تقلَّد العديد من المناصب خلال حياته العملية، ثمَّ تقاعد من خدمة الدَّوْلة عام 1422ه بعد قضائه 57 سنة متشرفًا بخدمته لوطنه ومليكه. دواوينه الشعرية يُعدُّ الفقيد محمد الفهد العيسى واحدًا من شعراء المملكة المعروفين وقد أصدر 13 ديوانًا شعريًّا احتوت كل مضامين الشعر الوطنيَّة والعربيَّة والإسلاميَّة والوجدانية والاخوانيات وفي التَّعْبير عن مشاهداته في البلدان التي زارها وهذه الدواوين هي: 1 - على مشارف الطَّريق في بيروت 1963. 2 - ليديا 1963. 3 - دروب الضياع. 4 - ليه يا... 5 - الإبحار في ليل الشجن 1980. 6 - ندوب 1993. 7 - ليلة استدارة القمر البحرين 2001. 8 - حداء البنادق. 9 - الكبرياء في مقالع الريح. 10 - القول في قصائد. 11 - الحرف يزهر شوقًا عمّان 1989. 12 - أين قفاة الأثر؟! 2007م. 13 - عاشق من أرض عبقر 2007م. «الثقافيَّة» كانت على تواصل مع الراحل الكبير في أيامه الأخيرة وزاره أكثر من مرة مدير التحرير الدكتور إبراهيم التركي وكتب عنه وعن صحته. رحم الله الفقيد الغالي وأسكنه فسيح جنَّاته وألهمّ أهله وذويه ومحبيه جميل الصير والسلوان وعاش الوطن الغالي عزيزًا وكريمًا بأبنائه.