عندما يتجه أهل العلم وأصحاب الرأي إلى العمل التطوعي في مجتمع ما - ولا شك أن نشر العلم من أرقى الأعمال التطوعية- إنما هو بشارة نهوض وتطور لذلك المجتمع، وقبل هذا وذاك إنه عنوان تآخ ومحبة بين أفراده، ويتجلَّى جمال هذا المعنى حينما نراه في أعظم الشهور عند الله شهر رمضان المبارك. لقد كان للأمسيات الرمضانية التي نظَّمتها اللجنة الوطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم في الأيام القليلة الماضية أعظم تجسيد لهذا المعنى، نخبةً من المختصين بذلوا أوقاتهم الثمينة لتوجيه وإرشاد أفراد مجتمعهم - رجالاً ونساءً و أطفالاً - في نواحي حياتهم النفسية والاجتماعية، أولئك الأفراد الذين طالما استنزفت أموالهم لدى العيادات النفسية الخاصة، وطالما ذاقوا مرارة انتظار مواعيد المستشفيات الحكومية. مجرد يومين حضرتهما من تلك الأمسيات المباركات خرجت منهما بجملة من المعاني التوعوية النفسية والاجتماعية التي تهم كل فرد في حياته الشخصية والاجتماعية، ولعلّي أجدها فرصة لأقف على بعض من جوانب تلك الأمسيات: 1- إتاحة الفرصة لجميع الحضور لتقديم الاستشارات النفسية التي أجاب عليها المختصون بكل شفافية وأريحية. 2- استضافة أطفال السيدات الحاضرات في مكان معد خصيصاً لهم قُدّمت فيه العديد من الأنشطة الفنية والترفيهية تحت إشراف وتنظيم إحدى الفرق الترفيهية المميزة. 3- اختتام كل ليلة من ليالي الأمسيات بضيافة رمضانية النكهة، حيث تناول الحضور وجبة السحور وسط أجواء رمضانية في غاية الروعة. 4- دقة وسهولة التنظيم طوال ليالي الأمسيات ساهمتا بشكل كبير في نجاحها بدءاً بتيسير تسجيل المتقدمين، وتنظيم الحضور داخل القاعة المخصصة، وانتهاءً بتعبئة استمارات التقييم للأمسيات من قبل الحضور. اختتمت الأمسيات بنفوس مبتهجة وألسنة داعية للقائمين عليها، والدعاء الوافر لأمين عام اللجنة فجزاهم الله خير الجزاء، ومن هنا نقول لهم نحن بانتظار القادم الجميل.