يشهد حي الشفا» بجنوب العاصمة «الرياض « يوم الاثنين القادم وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض ميلاد أحدث صرح خيري متخصص يتمثل في أول مركز للأحياء تقيمه جمعية الأطفال المعوقين، ضمن خطتها لإيصال خدماتها إلى الأحياء الأكثر كثافة سكانياً. والمركز الذي بدا تشغيله التجريبي منذ عدة اشهر تبلغ طاقته الاستيعابية نحو 100 طفل، وأن كان يستقبل الآن كل يوم أكثر من خمسين طفلاً وأربعين من الإخصائيات والمعلمات في منظومة رعاية تجسد ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مستوى في التصدي لقضية الإعاقة. وعلى مساحة خمسة آلاف متر مربع أنجزت جمعية الأطفال المعوقين أحدث مراكزها بتكلفة وصلت إلى 12 مليون ريال، حيث بدأ المركز في تقديم برامج رعاية علاجية وتعليمية وتأهيلية مجانية لنحو 100 طفلاً يومياً بطاقته القصوى، هذا إلى جانب الخدمات الاستشارية لأسر الأطفال المعوقين والمهتمين بقضية الإعاقة. ومنذ بدء التشغيل التجريبي للمركز، تحولت أروقته ووحداته وفصوله إلى ما يشبه خلية عمل متكاملة، حيث حظي المركز بحماس وإقبال وتفاعل أهإلى أحياء جنوب العاصمة، الأمر الذي ضاعف من جهد المسؤولين في الجمعية لسرعة استكمال فريق العمل، وتقديم كافة الخدمات والبرامج المطلوبة. ويقول أمين عام الجمعية عوض عبدالله الغامدي: إن مركز رعاية الأطفال المعوقين بجنوبالرياض يعد المركز العاشر ضمن منظومة خدمات جمعية الأطفال المعوقين، وهو باكورة مشروعاتها في الأحياء الأكثر كثافة سكانية، في إطار سعيها الدؤوب لإيصال خدماتها إلى من يحتاجها. وقال: إن مبني المركز يضم قسماً تعليمياً، وآخر طبياً، ومسبحاً طبياً، وخدمات المراجعة اليومية، وقاعة متعددة الإغراض إلى جانب القسم الإداري والخدمات المساندة.. وعن أهمية إنشاء مركز بجنوبالرياض قال الغامدي «تشير الإحصاءات المعلنة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن زيادة السكان في مدينة الرياض ستتضاعف بعد سنوات معدودة، وهو الأمر الذي ينعكس على رقعة المدينة وتوسعها الأفقي بصورة ستجعل الانتقال للاستفادة من الخدمات المركزية في العاصمة صعباً إلى حد كبير، مما يحتم نقل مواقع الخدمات خاصة التأهيلية إلى أقرب نقطة لأكبر عدد من المواطنين، وهو ما أكد توجه الجمعية لإقامة مراكز خدمية في ضواحي العاصمة، بحيث يكون هناك مركز رئيس للتشخيص والتدريب والتطوير بجانب مراكز الخدمات، وهذا ما يحققه مركز جنوبالرياض. وحول الخدمات وبرامج الرعاية التي سيقدمها المركز، قال مساعد الأمين العام للشئون الطبية الدكتور بشير البشير: ستكون هناك علاقة مباشرة بين مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض والمركز الجديد، بما يسهم في استمرارية تغطية برامج الرعاية المطلوبة والخدمات المساندة، خاصة ورش الجبائر ووحدة علاج الأسنان، مضيفاً: هذا ويقدم مركز جنوبالرياض منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم. حيث تبدأ الخدمات العلاجية بقسم الاستقبال، ومن ثم يحال الطفل إلى العيادات الاستشارية لإجراء الفحص العام والتشخيص من قبل فريق التقييم، وبعد تقييم حالة الطفل يتم وضع البرنامج التأهيلي لكل حالة على حدة، وتتكامل جهود عدد من الوحدات في تنفيذ برامج العلاج والتأهيل هي: العلاج الطبيعي.. العلاج الوظيفي. عيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام. وحدة الخدمة الاجتماعية، المسبح الطبي. وعن الخدمات التعليمية التي يقدمها المركز قالت مساعدة الأمين العام للشئون التربوية الأستاذة فريدة الخيال «يقدم المركز برنامجاً تربوياً تعليمياً داخل الجناح التعليمي بالمركز ويضم ثلاث مراحل تعليمية: مرحلة الطفولة المبكرة. مرحلة التمهيدي. مرحلة الابتدائي بالإضافة إلى الأنشطة المساندة (معمل الحاسب الآلي -الورشة الفنية- غرفة المصادر). وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم ونوعية الإعاقة وسن الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي يمكْن الكثير من الأطفال من التأهل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل. إلى جانب وحدة العلاج النفسي وتتولى العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي مما يمكن العاملين مع الطفل سواء الأهل أو المعلمة من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين. وعن تكلفة تشغيل المركز سنويا ًيشير مدير المركز الأستاذ سعود الشمران إلى أن الميزانية التقديرية للمركز تصل إلى نحو 3 ملايين ريال سنوياً، وأكد الشمران على أن جمعية الأطفال المعوقين ليست مجرد مؤسسة خيرية تقدم خدمات مجانية لرعاية الأطفال المعوقين.. ولكنها منظومة رائدة تتبنى إستراتيجية عمل متكاملة، في تصديها لقضية الإعاقة، استهدفت في المقام الأول، وضع تلك القضية ضمن أولويات المجتمع لتصبح قضية اجتماعية واقتصادية.. وقد تجسد ذلك على أرض الواقع من خلال العديد من المخرجات حيث حققت نقلة تاريخية في التعامل مع القضية. بدءاً بتبني إستراتيجية وطنية لتوفير الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات الرعاية والتأهيل، وصولاً إلى ترسيخ ثقافة دمج المعوقين في المجتمع، وأضاف: خلال مسيرتها الرائدة نجحت الجمعية في توطين وظائف متخصصة ظلت لسنوات تعاني ندرة على مستوي العالم، هذا إلى جانب تطوير قدرات العاملين وتدريبهم لتأهيلهم لمراكز وظيفية أعلى.. حيث بلغت نسبة توطين الوظائف في القسم التعليمي على مستوى الجمعية 100%. وبلغت النسبة في مختلف قطاعات ومجالات العمل بالجمعية ما يصل إلى 65%. واختتم حديثه موجهاً الدعوة إلى أهإلى أحياء جنوبالرياض للتواصل مع المركز للتعرف عن قرب على خدماته، خاصة ما يتعلق منها بالوقاية والتوعية، وأيضاً كيفية التعامل مع المعوقين، والفحص المبكر، كما دعا الشركات والمؤسسات إلى تعزيز دورها في مجال المسؤولية الاجتماعية من خلال احتضان المركز ودعم ميزانيته التشغيلية.