تجرى الآن أعمال التشطيبات النهائية استعداداً لافتتاح مركز جمعية الأطفال المعوقين بجنوبالرياض مع بدء العام الدراسي القادم بمشيئة الله، حيث سيقدم برامج رعاية علاجية وتعليمية وتأهيلية مجانية لنحو 100 طفل سنوياً إلى جانب الخدمات الاستشارية لأسر الأطفال المعوقين. وأوضح أمين عام الجمعية عوض عبد الله الغامدي أن المركز يقام على مساحة خمسة آلاف متر مربع، وبلغت تكاليف إنشائه وتجهيزه أكثر من عشرة ملايين ريال، فيما تصل تكلفة تشغيله إلى نحو 3 ملايين ريال سنوياً، مشيراً إلى أن خطوات التجهيز تسير بخطي طيبة، معرباً عن تطلعه لتواصل دعم أهل الخير في الفترة القادمة بما يمكن من إطلاق برامج الخدمة وفقاً لمعايير الجودة التي تطبقها مراكز الجمعية. وذكر أمين عام الجمعية أن مبنى المركز والذي تم تصميمه تبرعاً من مكتب الزيد للاستشارات الهندسية يضم عدة أقسام ووحدات تشمل، القسم الطبي، والقسم التعليمي، ومسبح طبي، وخدمات المراجعة اليومية، وقاعة متعددة الأغراض إلى جانب القسم الإداري والخدمات المساندة. وعن أهمية إنشاء مركز بجنوبالرياض، قال الغامدي: «تشير الإحصاءات المعلنة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن زيادة السكان في مدينة الرياض ستتضاعف بعد سنوات معدودة، وهو الأمر الذي ينعكس على رقعة المدينة وتوسعها الأفقي بصورة ستجعل الانتقال للاستفادة من الخدمات المركزية في العاصمة صعباً إلى حد كبير، مما يحتم نقل مواقع الخدمات خاصة التأهيلية إلى أقرب نقطة لأكبر عدد من المواطنين، وهو ما أكد توجه الجمعية لإقامة مراكز خدمية في ضواحي العاصمة، بحيث يكون هناك مركز رئيسي للتشخيص والتدريب والتطوير بجانب مراكز الخدمات، وهذا ما يحققه مركز جنوبالرياض. وحول الخدمات وبرامج الرعاية التي سيقدمها المركز، قال الغامدي: «ستكون هناك علاقة مباشرة بين مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض والمركز الجديد، بما يسهم في استمرارية تغطية برامج الرعاية المطلوبة والخدمات المساندة، خاصة ورش الجبائر ووحدة علاج الأسنان، مضيفاً: هذا ويقدم مركز جنوبالرياض منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم. حيث تبدأ الخدمات العلاجية بقسم الاستقبال، ومن ثم يحال الطفل إلى العيادات الاستشارية لإجراء الفحص العام والتشخيص من قبل فريق التقييم، وبعد تقييم حالة الطفل يتم وضع البرنامج التأهيلي لكل حالة على حدة، وتتكامل جهود عدد من الوحدات في تنفيذ برامج العلاج والتأهيل هي: العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، عيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام، وحدة الخدمة الاجتماعية، المسبح الطبي. ويضيف: «أما الخدمات التعليمية فتشمل برنامجاً تربوياً تعليمياً داخل الجناح التعليمي بالمركز والتي تضم ثلاث مراحل تعليمية: مرحلة الطفولة المبكرة، مرحلة التمهيدي، مرحلة الابتدائي بالإضافة إلى الأنشطة المساندة (معمل الحاسب الآلي - الورشة الفنية- غرفة المصادر)، وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم ونوعية الإعاقة وسن الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي يمكن الكثير من الأطفال من التأهل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل. إلى جانب وحدة العلاج النفسي وتتولى العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي مما يمكن العاملين مع الطفل سواء الأهل أو المعلمة من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين. وأكد الغامدي أن جمعية الأطفال المعوقين وهي تخطو نحو إكمال عقدها الثالث منذ تأسيسها تتبنى رؤية واضحة تسعى من خلالها لأن تكون جمعية خيرية وطنية رائدة تتصدى لقضية الإعاقة بشمولية ومنهجية علمية يجني ثمارها المجتمع بأسره، فيما تتمحور رسالتها حول تأهيل الأطفال المعوقين يما يتيح لهم تجاوز ظروف إعاقتهم، والإسهام في تكوين رأي عام مستنير في مواجهة الإعاقة. وأضاف: «إن جمعية الأطفال المعوقين ليست مجرد مؤسسة خيرية تقدم خدمات مجانية لرعاية الأطفال المعوقين.. ولكنها منظومة رائدة تتبنى إستراتيجية عمل متكاملة، في تصديها لقضية الإعاقة، استهدفت في المقام الأول، وضع تلك القضية ضمن أولويات المجتمع لتصبح قضية اجتماعية واقتصادية.. وقد تجسد ذلك على أرض الواقع من خلال العديد من المؤتمرات والندوات والبرامج والأنشطة التي أصبحت أطر عمل، وأنظمة، ولوائح، ونماذج تحتذى، حققت نقلة تاريخية في التعامل مع القضية، بدءاً بتبني إستراتيجية وطنية لتوفير الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات الرعاية والتأهيل، وصولاً إلى ترسيخ ثقافة دمج المعوقين في المجتمع. وخلال مسيرتها الرائدة نجحت الجمعية في توطين وظائف متخصصة ظلت لسنوات تعاني ندرة على مستوى العالم، هذا إلى جانب تطوير قدرات العاملين وتدريبهم لتأهيلهم لمراكز وظيفية أعلى. حيث بلغت نسبة توطين الوظائف في القسم التعليمي على مستوى الجمعية 100%، وبلغت النسبة في مختلف قطاعات ومجالات العمل بالجمعية ما يصل إلى 65%. وحتى تتمكن جمعية الأطفال المعوقين من الوفاء بالأعباء المالية لتشغيل المراكز وما تقدمه من خدمات مجانية تبنت إستراتيجية إنشاء أوقاف شرعية خيرية في المدن التي توجد بها مراكز للجمعية وهي الرياض ومكة المكرمةوالمدينةالمنورةوجدة والجوف وحائل وعسير والباحة بهدف إيجاد مصادر تمويل ثابتة ودائمة للخدمات التي تقدمها مراكز الجمعية، من خلال عوائد هذه الأوقاف والتي ستساهم بنسب متفاوتة في الميزانيات التشغيلية السنوية للمراكز، في ظل تذبذب إيرادات الجمعية من التبرعات التي تعد المصدر الرئيسي لدعم خدماتها حتى الآن، وأيضاً لمواكبة التوسع في المشروعات الخدمية والتطويرية للخدمات المتخصصة بالمراكز، وذلك لاستيعاب أكبر عدد من الأطفال المعوقين، واستناداً إلى فتوى سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بأن المشاركة في إنشاء الأوقاف الخيرية لصالح الجمعية صدقة جارية، وعمل من أعمال الخير والبر حيث سينفق ريعه على رعاية الأطفال المعوقين.