من يتابع الحراك الاجتماعي هنا، يلحظ بكل وضوح ذلك التناقض الصارخ في مواقف أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين - فرع السعودية -، وهو تنظيم قديم، وضارب في أعماق مجتمعنا، اذ إن كثيرا من رموز التنظيم العالمي للإخوان المسلمين هاجروا إلى بلادنا خلال الخمسينيات، والستينيات الميلادية، وذلك بعد أن تم اضطهادهم في بلدانهم، فما كان منهم إلا أن عملوا بكل قوة على غرس نواة التنظيم هنا، وهي نواة تم غرسها في كل مكان، خصوصا في مجال التعليم، بفرعيه العام، والعالي، وتجد أثر هذا واضحا في مناهج التعليم، والنشاطات اللاصفية، أو المنهج الخفي، ولم يكن أحد من زعامات التنظيم ينكر انتماءه إليه فيما مضى. هذا، ولكن الثورات العربية غيرت كثيرا من مواقفهم المتلونة، تماما كما هو منهجهم. التنظيم يعمل بكل سرية، فلا يتوهم أحد منكم أن الهجوم المنظم على قرارات الدولة التنموية يتم بشكل عشوائي، وما الهجمات الإحتسابية التي تخرج لمهاجمة فعاليات بعينها عنا ببعيد، فهذه الحملات تجري التعبئة لها، والحشد قبل حدوثها بفترة طويلة، ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي يرى بوضوح ذلك الكم الهائل من التنسيق، والتنظيم في حملاتهم على بعض الفعاليات، والمسؤولين، والأشخاص، وهي حملات يتبين من خلالها حجم الإنتقائية في الهجوم، والدفاع، ولست بحاجة لتذكيركم بأن معيار «الانتماء» للتنظيم هو من يحدد تصعيد الهجوم، أو تحجيمه على شخص بعينه، وما الإساءة للنبي الأعظم عليه السلام، والمقدسات عنا ببعيد، فقد رأيتم كيف تم التعامل معها من قبل الحركيين، فهذا يطالبون بسجنه، وذاك يدافعون عنه، مع أن الإساءات واحدة في كلا الحالين! ما يثير اهتمامي دوما هو تذاكي هؤلاء الحزبيين على الناس، فتجدهم يهاجمون قرارا يصدر هنا، ويزايدون على الدولة بالدين، وفي ذات الوقت يشيدون بقرار مماثل صدر في دولة أخرى، ويتكرر هذا في كل مرة، فالذين هاجموا إحدى الفعاليات الثقافية هنا، صمتوا صمت القبور عن حفل غنائي «ماجن» لمطربة عربية في دولة أخرى مجاورة!، ولا يزالون يرون أن تلك الدولة هي حامية حمى الدين، وهل احتاج لتذكيركم بذلك الأكاديمي «الهبنقي»، والذي هاجم المملكة لاستضافتها وفدا روسيا تم الإعداد لزيارته سلفا، بحجة أن روسيا تدعم نظام الأسد. هذا، ولكنه أشاد بزيارة زعيم عربي إخواني لروسيا في ذات التوقيت!، ومع أن المملكة ألغت زيارة ذلك الوفد الروسي، إلا أن هذا «الحركي» لم يشر لذلك من قريب أو بعيد!، وكل أعضاء تنظيم الإخوان السعوديين هم ذلك الرجل في تناقضاتهم، وتخبطهم، وهذا ما يحدث عندما لا يملك الإنسان قراره، ويكون عضوا «مبايعا»، يوجه بالريموت كنترول، فما عليه إلا التنفيذ، حتى ولو كان يعمل ضد مصالح وطنه، وبني قومه! [email protected] تويتر @alfarraj2