ترددت كثيراً في أن أضع العنوان التالي بديلاً: في بيتنا (مجرمة)! تراجعت، لأنني أكره التعميم، وخشيت أن أقع في فخ المصطلحات (العنصرية) دون أن أعلم بفعل الغضب والألم، كرهت ذلك تماماً كما يكره مجتمعي الظلم، والقهر، والاستبداد! بكل تأكيد لسن (مجرمات) عند قدومهنّ إلى بلدنا، حيث (أرض الأحلام)، منهن من تغادر بحب وتقدير بعد إكمال مهمتها عند الأسرة السعودية، ولكن الأكيد أن من بينهنّ صاحبات سوابق دون أن نعلم، ومنهن من لديها استعداد لإراقة الدماء وإزهاق الأرواح لأتفه الأسباب ودون تفكير، منهن من تدخل المنزل، وتصبح واحدة من أفراد الأسرة، دون أن يتأكَّد أحد من مدى استقرارها النفسي، واستعدادها الوظيفي قبل القدوم..! الضحية في كل مرة (طفلة سعودية بريئة)، لا ذنب لها سوى أن هناك من قام باستقدام هذه (الخادمة) دون أن يتأكد من إنسانيتها أولاً! ما حدث يثير تساؤلات مهمة؟ من المسؤول عن جرائم الخادمات في السعودية: هل هو تقصير الأهل؟! أم قصور وزارة العمل وأنظمتها؟ أم مكتب الاستقدام السعودي؟! أم مكتب الاستقدام الأجنبي؟! أم؟ أم؟.. للأسف لا أحد يملك الإجابة، أو حتى يريد أن يجيب! جريمة الحوطة (أمس الأول) مؤلمة بكل المقاييس، وحلقة فاجعة في مسيرة هذا المسلسل المُحزن، قصة أدمعت عيون كل الأسر السعودية، التي شعرت بالألم ذاته، الذي شعر به أهل الحوطة الطيبين! كم كان مؤلماً أن نصحو على خبر جريمة، هزت مضاجع (المجتمع السعودي) بأكمله، هذا المجتمع الطيِّب والمسالم الذي يفجع في كل مرة بمقتل (طفل أو طفلة) بدم بارد، على يد خادمة من المؤكّد أنها نزعت (الرحمة والإنسانية) من قلبها! من المبكر فهم تفاصيل ما جرى، فالأمر (الآن) بين يدي المحققين، حيث خيوط الجريمة، ويعقب ذلك القضاء حيث العدالة والإنصاف؟! السؤال المطروح: هل تشترط وزارة العمل، سلامة الخادمات من الاضطرابات النفسية قبل استقدامهن؟! يا معالي وزير العمل: هل تضمن لي إجراءات وزارتك أن من في بيتنا الآن (خادمة)؟! أم نلجأ للعنوان البديل أعلاه؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]