يبدو أن أزمة (الخادمات) مسألة (دولية ) تعصف بقارات العالم وطبقاته السكانية، والدليل احتفاء العديد من وكالات الأنباء العالمية خلال اليومين الماضيين (بإعلان) الملكة إليزابيث الثانية (عبر الإنترنت) حاجتها لتعيين (خادمة) للعمل في قصر وندسور!. ولأن الشيء بالشيء يذكر، كنت نشرت سابقاً (إعلاناً) مع كامل التقدير وبالغ الاحترام للإعلان (البريطاني)، عرضته معظم (المنتديات والمواقع) المهتمة بترويج واستقدام (الخادمات)، التي بحثت فيها عن خادمة (لوالدتي) بدل خادمتها التي شارفت على المغادرة!. ولم يهتم أحد لطلبي! رغم أن الفارق كبير بين الشروط التي وضعتها (والدتي) وبين شروط الإعلان المنشور، والكفة ترجح لصالح خادمتنا التي تم تخصيص مرتب مغر لها يتجاوز ال1000 ريال شهرياً وهو مرتفع مقارنة بالأجور المتعارف عليها (محلياً)، بالإضافة لتوفير السكن بين أفراد الأسرة في غرفة مستقلة مجاناً، والأكل مجاناً، والعلاج مجاناً، والملابس والهدايا اشتهر السعوديون بإغداقها لمن يعملون في منازلهم، مع ضمان أن (أي فستان زواج) يتم الانتهاء منه (مهما كلف) يتم وضعه في شنطة سفر (الخادمة) لزوم الكشخة في ديرتها, كذلك يحق (للخادمة) المشاركة والتصويت كعضو (غير دائم) في (قهوة العصر) مع عجائز (الحارة)، لمناقشة تطورات الوضع الراهن! بينما إعلان (الخادمة المنشور) في موقع العائلة الملكية البريطانية على شبكة الإنترنت بحسب (يونايتد برس) وغيرها ينص على أن الخادمة تعمل 30 ساعة أسبوعيا، من الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وستشمل الواجبات التنظيف وخلافه دون توفير (سكن للخادمة)، والأجر المعروض يقل (78 بنساً) عن الحد الأدنى المتعارف عليه هناك! شح خيارات الدول التي يمكن استقدام (الخادمات) منها، دخل نفقاً ضيقاً لدينا، وأصبح يقلق (مضاجع العديد) من الأسر السعودية، التي وقعت ضحية (استغلال) سماسرة المتخلفات عن (نظام الإقامة) في البلاد (لحاجتهم لخادمة) بمبالغ مرتفعة مع المخاطر الأمنية، والصحية والأضرار الاجتماعية لوجود مثل (هؤلاء) بشكل مؤقت في بيوتنا؟! إن الأمر يتطلب (تدخلاً حاسماً) من وزارة العمل والمفاوضين السعوديين لتفعيل الاتفاقيات التي سمعنا عنها مع (الفلبين)، وكذلك إنها الجدل الدائر حول عودة (الأيدي العاملة الإندونيسية)، والبحث عن خيارات جديدة تلبي حاجاتنا وتطلعاتنا لوجود (أيد عاملة) آمنة! لقد سئمنا (القنابل الموقوتة)، المنتشرة في معظم بيوتنا التي يتم التعاقد معها بشكل مخالف ومضر! أفكر ملياً بوضع (إعلان) على زجاج سيارتي الخلفي مكتوب فيه: (مطلوب خادمة)، لعل (وزير العمل) يراه ويرأف بحالي، وحال أمي، وجميع (عجائز الحارة)! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]