-- وعادت كاف... المكان إلى صمتها... وعاد الحضور إلى حيث فضاء آخر.. أسدل الستار... أطفئت الأضواء ... وأطبق السكون... واكتست بيوت الطين بالظلمة... وتحول الصخب إلى صمت ووحشة.. مضى المحفل ومضت الأيام... وتفرق الجمع وبقيت الذكرى وبقيت معالم وحمل كل متاعه وذهب... وبقيت كاف الحاضرة أطلالاً... بعد أن عاشت أياماً أعادت لها الحياة وأيقظت ذكراها من إدراج النسيان... لتعود إليها ثانية حتى يعود المهرجان. كاف في مهرجانها بعد آخر... حضور يثري ... وضوء ينير... وضجيج فرّق السكون وبدد الوحشة وأشاع الأنس بين جنبات المكان. أيام عاشتها كاف... وعشناها ... أيقظت ما ترمد وأبكت من لم يبك... وأعادتنا إلى فضائنا الأول... إلى خطواتنا الأولى إلى صباحاتنا الندية... إطلالتنا على مسقط الرأس ومهوى القلب وملتقى الدمع والآهة. ايه كاف... ياذبول المليحة... يا دمعة الموجوع المفجوع... يا أرض الذكرى ويا موطن الجود والسخاء... يا وجوه البشر والنقاء اين غبتم... غابت وجوهكم وغبنا... وغاب النقاء عنها... تحولت مضافات الجود إلى حطام .. إلى أطلال... تبكينا كما نبكيها نحن ... من لك ؟ كي يعيد لك ألقك وحضورك... من يعيد لدروبك الأنفاس ولطرقاتك الخطى ولبيوتك الحياة ولمضافاتك مواقدها وهيلها وقهوتها..؟ إلا سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة. أنت سمو الأمير لهذا الأثر والتاريخ... أنت من يستطيع أن يعيد لهذه القرية المهجورة الحضور ويعيد لها مجدها وحضورها.. فأنت سمو الأمير قد وعدتني بزيارة خاصة للقريات قبل عامين تقريباً، حيث التقيت سموكم في مؤتمر وزراء السياحة العرب في العقبة... ولايزال الانتظار لأن يتحقق وعد سموكم الكريم. نودع المهرجان ولا نودع المكان... شكراً لكل الجهود... لكل العاملين ... لكل من أعطى واجتهد وأخلص... وأسهم وقال رأياً وطرح رأياً... أعيد القول كاف.... بعد آخر.