إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وقال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}. ودّعنا ابناً عزيزاً علينا يعز علينا أن نفارقه ولكن نقول قدّر الله وما شاء فعل. تفرق في قلوب الناس محبته فقد كان ذا مكانة ومنزلة عظيمة عند من عرفه. حائط الذكريات مليء بلحظات السعادة بين العائلة والأصدقاء والأقرباء. ضحكات لا زال صداها يتردّد في البيت والمدرسة والحي بين الأهل والأصحاب والجيران. أحلام جميلة لمستقبل مشرق وطموحات كبيرة تعانق السماء، أمنيات كثيرة بدّدها حادث أليم ذهب معه كل شيء ولم يبق سوى الذكريات، آخرها كانت ذكرى مرة أليمة. رغم مضي الوقت على تلك الحادثة التي ذهب ضحيتها الابن (حمد البراهيم) إلاّ أنّ الإحساس بالوقت يبدو باهتاً وكأنه قد توقف، رغم تواجد الكثيرين إلاّ أننا نحس بالوحدة في وقت وقع المصيبة، مصيبة الموت. لا زلت أراجع شريط الحادث الأليم ولحظات الرحيل التي تركت أثراً من أحاسيس ومشاعر لا تنسى بمرور الزمن. كيف لا وأنت الابن البار لأبيه وأمه والأخ القريب لإخوته والصديق الوفي لأصدقائه والإنسان المحب لكل الناس، ويشهد على ذلك صلاح واستقامة ودموع الحزن على الفراق، وكلمات المديح والثناء والمحبة الصادقة من القريب والبعيد، وروحه التي تؤثر بيننا، وصورته التي تظهر في مخيلتنا. فقدنا جزءاً منا كان يشاركنا الحياة بكل ما فيه من فرح وحزن ألم وأمل شدة وسعة. إننا مكلومون، إننا متألمون ولكن هذا حال الحياة، فلله الأمر من قبل ومن بعد. نسأل الله أن يجزل له المثوبة والعطاء ونرجو أن يكون له عند ربنا الحسنى، وأن يرزق أهله وإخوته وأصحابه الصبر والثبات على الطريق المستقيم حتى لقاء رب العالمين. اللهم يا رب اغفر له ولنا ولموتى المسلمين وارحمنا جميعاً، اللهم يا رب أحينا طيبين بعدهم، اللهم أحينا صالحين بعدهم، اللهم كن لنا يوم نصير إلى ما صاروا إليه. إنك ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. - ماجد بن حمد البراهيم