شنَّ النائب معين المرعبي عضو كتلة المستقبل النيابية اللبنانية هجوماً كبيراً على «حزب الله» محملاً إياه مسؤولية تدهور الأوضاع في لبنان سواء بسيطرته على مقدرات الدولة ومؤسساتها أم بالسيطرة العسكرية على مناطق واسعة إن في لبنان أم الجوار.كما حمل المرعبي مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي وخصوصاً السياحي لممارسات «حزب الله» التي أجبرت الخليجيين على تحذير رعاياهم من مخاطر المجيء الى لبنان فتوقفوا عن ريادته مما انعكس سلباً على الحياة السياحية والاقتصادية فيه.. حزب الله دهور لبنان بأجندته الفارسية. وناشد المرعبي خادم الحرمين الشريفين مساعدة النازحين السوريين على المستوى الصحي بتأمين مستشفيات لهم، شاكراً له كل ما قدمه ويقدمه من أجل النازحين، ومن أجل لبنان أيضاً. وقال المرعبي في حوار خاص ب»بث برس» استهله بتوجيه الشكر الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واصفه ب»قائد الأمة الإسلامية والعربية»، وخصوصاً لما يقدمه وما يقوم به من أعمال خيرة لمساندة اللاجئين والنازحين السوريين في لبنان والأردن وفي تركيا وفي أي مكان يتمكن من الوصول إليه، ودعاه إلى أن «يقوم بالمساعدة في إنشاء مستشفيات ميدانية في مناطق شمال لبنان وخاصة في عكار وفي عرسال لمساعدة الجرحى السوريين، الذين لا يتمكنون من الدخول الى المستشفيات اللبنانية، ويمنعهم «حزب الله» من الدخول الى الداخل اللبناني بشتى الوسائل إما بقطع الطرقات او الاعتداء عليهم ..الخ.. (فنتمنى أن تصل الصرخة الى قائدنا «أبو متعب» وننادي بالغوث من الله ثم منه)، وجاء في الحوار: كيف تقرأ الأوضاع اللبنانية في ظل الانقسامات السياسية والمذهبية الحادة التي أججها دخول «حزب الله» مباشرة في الأزمة السورية؟ إن ما يقوم به «حزب الله» فهو تنفيذ المخطط الإيراني الفارسي، الذي يريد أن ينشر الإمبراطورية الفارسية في بلاد العرب، ويحاول التوسع في شتى البلاد الإسلامية، ويقوم بالأعمال التخريبية من خلال الأذرع العسكرية والإرهابية و»التكفيرية»، فالذي يكفر الصحابة يكون «تكفيرياً». فهو لا يهمه البلد، ولا الشعب سوى تنفيذ مخططه، الذي يعتبره عقائدياً في الأساس، ضارباً بعرض الحائط كل القيم الإسلامية والعربية والإنسانية ومن دون أي رادع. وما يفعله اليوم، هو مجرد بدايات، وندعو الله أن يلطف من النهاية، ولكن المطلوب اليوم من الدول العربية كافة، وخصوصاً من قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين أن لا يترك هذا الموضوع دون إيلائه العناية القصوى من أجل مواجهته، وأن يدعو الأمة العربية كافة الى مواجهة هذا العدوان الفارسي على الأمة الإسلامية والعربية. لبنانياً، وبسبب تأخر رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية بنشر الجيش اللبناني، وطلب مساعدة الأممالمتحدة- القوات الأممية للانتشار على الحدود تطبيقاً للقرار 701 تحت الفصل السابع، إدى الى ما أدى إليه اليوم، وفتح الباب مشرعاً أمام انتهاكات وتصرفات «حزب الله» وخاصة دخول عناصره بكل تجهيزاتهم وأسلحتهم وراجمات الصواريخ للمشاركة مع نظام بشار الأسد في المجازر بحق الشعب السوري. وقد يكون بعض المسؤولين الكبار متآمرين على لبنان، وعلى سوريا، وعلى شعوبهم لترك الباب والحدود مشرعة ل «حزب الله» وأذنابه من أجل المشاركة في الأعمال الإجرامية والارتكابات بحق الشعب السوري. في لبنان: حكومة مستقيلة، مجلس نيابي ممدد له، شغور في العديد من المؤسسات، الى أين تسير الأمور؟ إننا نعتبر أن المجلس النيابي، ورغم التمديد له غير شرعي، وأخشى ما أخشاه أن نصل الى الفراغ الكامل. واليوم، ليس هناك معالجة جدية لأي شأن من شؤون البلد، ونحن في حالة انعدام الوزن وإن كانت الحكومة المستقيلة تقوم بتصريف الأعمال، ولكن لحساب إيران، وهي تنفذ كل القرارات التي تملى عليها من «حزب الله»، ومن دون تحميلها أية مسؤولية لكونها مستقيلة. وعملياً نحن من فراغ الى فراغ، وقريباً فراغ دستوري، وتعتبر الدولة فاشلة، والأمور الاقتصادية من سيء الى اسوأ، ف»حزب الله» أوصل البلد الى ما وصل إليه بغطاء كامل من الحكومة. فالدولة صارت بكل مفاصلها ومؤسساتها وإداراتها العامة خاضعة كليّاً لدولة «حزب الله»، الذي يسرح ويمرح على راحته فيها ومن دون حسيب أو رقيب. ما مدى تأثير الأوضاع الأمنية المتأزمة والدعوات المتكررة من بعض الدول وخاصة الخليجية لرعاياها بمغادرة لبنان أو عدم السفر إليه، على الوضعين السياحي والاقتصادي؟ إن السياحة والاقتصاد في لبنان تقارب الصفر اليوم، وكل العالم يعلم أن اللبناني يعتمد بشكل أساسي على أموال المغتربين التي يحولها اللبنانيون في الخارج الى أهاليهم في لبنان، وأغلبهم في الخليج العربي، إضافة الى أن السياحة في لبنان تعتمد على السياح الخليجيين بشكل كبير، فهذا القرار ضربة قاسية وكبيرة للاقتصاد اللبناني، وهذا سببه تصرفات «حزب الله» ومخططات إيران في لبنان، والمنطقة، وهذا واضح للعين ف»حزب الله» يأخذ اللبنانيين الى التهلكة، ليستطيع استكمال السيطرة على لبنان خدمة لمشروع ولاية الفقيه، الذي لا شك سيتمدد باتجاه بلدان عربية أخرى لتحقيق حلم الإمبراطوريّة الفارسيّة. هل تخشى من تداعيات الأزمة السورية (نازحون، اعتداءات عسكرية) على الأوضاع في لبنان، وهل نحن على شفير حرب أهلية جديدة؟ «حزب الله» يريد أن يسيطر على البلد بشتى الوسائل، واليوم يسيطر عليه من خلال المؤسسات، ومن خلال تمكنه من وصل إيران بالعراق بسوريا بلبنان، ويقوم باجتياجات كاملة لأراض واسعة، وضمها للإمبراطورية الفارسية. فمخططهم معروف، وكل ما يجري يؤكد اجتياح المناطق اللبنانية من أجل تركيع اللبنانيين، وإخضاعهم عنوة لإرادة مشروعه «التكفيري»، وخصوصاً المناطق التي لا تزال خارج السيطرة المباشرة ل»حزب الله» كعكار وعرسال وأكروم ووادي خالد وطرابلس وغيرها، فتصرفاته لن تنتهي، واعتداءاته لن تنتهي، ونخشى من القادم. ما مدى تأثير الأزمة السورية على قضاء عكار تحديداً؟ التأثير على عكار سيء جداً، فكل يوم اعتداءات وقصف يومي وقنص وإطلاق نار على الأهالي، ويجري تهجير الأهالي من قراهم ومنازلهم، وأصبح لدينا في عكار نوعان من اللاجئين والمهجرين: أهالي عكار المهجرون من قراهم الى قرى في الداخل، واللاجئون السوريون الآتون من سوريا الى لبنان، واليوم يتم نقل النازحين الى أماكن داخل عكار في ظروف صعبة جداً، والأصعب أن أبناء عكار الذين كانوا يساعدون إخوانهم اللاجئين بالمال وبالإيواء والغذاء أصبحوا اليوم هم مهجرين من بيوتهم، ويحتاجون إلى المساعدة، ولمساعدات إنسانية، وطبعاً الدولة اللبنانية التي يسيطر عليها «حزب الله» غائبة كلياً عن هذا الأمر. الى أين ترى الأوضاع تسير في سوريا؟ إذا لم يتم تدارك الموضوع سينتصر المشروع الفارسي على العرب، ونحن ذاهبون الى الأسوأ، والى المزيد من القتل والمجازر والارتكابات.