قرأت في عدد الجزيرة رقم 14833 في 29-6-1434ه ما تحدث به معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ. وتعليقاً عليه أقول: ما أعظم الرجال حينما يخلصون في عملهم ومبادئهم خدمة لوطنهم ومواطنيهم وطاعة لأوامر ولي أمر المسلمين في القضاء على الأخطاء والسلبيات في الجهاز الذي يتولون رئاسته، وإذا لم يتحقق لهم ذلك فلن يترددوا في ترك مناصبهم ولا يبقون فيها ولو يوماً واحداً. هذا ما قاله معالي رئيس الهيئة، حيث قال: (لا شك أن هناك أخطاء ولكن لو علمت أنها ستكون سمة مستمرة في جهاز الهيئة ما بقيت في منصبي يوماً واحداً).وإحقاقاً للحق، وبياناً للحقيقة، فإن أعمال الهيئة وإجراءاتها تحسنت كثيراً بعد تولي معاليه رئاستها، حيث رجعت إلى منبعها الأصيل الذي أرسى مبادئه وقواعده نبي هذه الأمة ومعلمها الأول محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - وسار على دربه خلفاؤه الراشدون والذي يرتكز على الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر ويغلب الستر والمسامحة والتوجيه والإرشاد والمجادلة بالتي هي أحسن، بعيداً عن التحسس والتجسس وتتبع العورات واتخاذ الجواسيس والمخبرين والمتعاونين وتجنب الشدة في الأمر والنهي ومعاملة المخطئ باللين والنصح ومحاولة ردهم إلى جادة الصواب بكل وسيلة للخير ممكنة. هذه هي سيرة نبينا وقدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط